كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 12)
النون وسكون الحاء المهملة.
والمراد: أنه -صلى الله عليه وسلم- توفي ورأسه بين عنقها وصدرها.
وهذا لا يعارضه ما أخرجه الحاكم وابن سعد من طرق: أنه -صلى الله عليه وسلم- مات ورأسه في حجر عليّ؛ لأن كل طريق منها -كما قال الحافظ ابن حجر- لا يخلو عن شيء، فلا يلتفت لذلك والله أعلم.
__________
القلادة من الصدر كما في الصحاح، قال الحافظ: والمراد به موضع النحر، وأغرب "الداودي فقال: هو ما بين الثديين، والحاصل أن ما بين الحاقنة والذاقنة هو ما بين السحر والنحر, "والمراد أنه -صلى الله عليه وسلم- توفي ورأسه بين عنقها وصدرها".
وروى أحمد والبزار والحاكم بسند صحيح، عنها: لما خرجت نفسه لم أجد ريحًا قط أطيب منها، وروى البيهقي عن أم سلمة، وضعت يدي على صدر النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم مات، فمرَّ بي جمع آكل وأتوضأ ما يذهب ريح المسك من يدي "وهذا" الحديث الصحيح "لا يعارضه ما أخرجه الحاكم وابن سعد من طرق، أنه -صلى الله عليه وسلم- مات ورأسه في حجر علي؛ لأن كل طريق منها كما قال الحافظ ابن حجر لا يخلو عن شيء" أي: مقال في إسناده, "فلا يلتفت لذلك" لمعارضته الحديث الصحيح، لكن لفظ الحافظ لا يخلو عن شيعي -بكسر الشين- مفرد الشيعة، فلا يلتفت إليهم، أي: إلى الشيعة, إلا أنه لما بينه لم يذكر فيهم شيعيًّا، وقد رأيت بيان حال الأحاديث التي أشرت إليها دفعًا لتوهم التعصب.
روى ابن سعد عن جابر: سأل كعب الأحبار عليًّا: ما كان آخر ما تكلم به -صلى الله عليه وسلم؟ فقال: أسندته إلى صدري, فوضع رأسه على منكبه، فقال: "الصلاة الصلاة"، فقال كعب: كذلك آخر عهد الأنبياء، وفي سنده الواقدي وحرام ابن عثمان وهما متروكان.
وعند الواقدي عن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي، عن أبيه، عن جده مرفوعًا: "ادعوا لي أخي"، فدُعِيَ له عليّ فقال: "دن مني" قال: فلم يزل مستندًا إليَّ وإنه ليكلمني حتى نزل به وثقل في حجري، فصحت: يا عباس, أدركني فإني هالك، فجاء العباس، فكان جهدهما جميعًا أن أضجعاه. فيه انقطاع مع الواقدي عبد الله فيه لين، وبه عن أبيه، عن علي بن الحسين: قبض ورأسه في حجر علي. فيه انقطاع.
وعند الواقدي عن أبي الحويرث، عن أبيه عن الشعبي، مات ورأسه في حجر علي. فيه الواقدي والانقطاع, وأبو الحويرث اسمه: عبد الرحمن بن معاوية بن الحارث المدني، قال مالك: ليس بثقة, وأبوه لا يعرف حاله.
وعن الواقدي، عن سليمان بن داود بن الحصين، عن أبيه، عن أبي غطفان: سألت ابن