كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 12)

وعن سالم بن عبيد الأشجعي قال: لما مات رسول الله -صلى الله عليه وسلم, كان أجزع الناس كلهم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه، فأخذ بقائم سيفه وقال: لا أسمع أحدًا يقول: مات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا ضربته بسيفي هذا، قال: فقال الناس: يا سالم، أطلب صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم, قال: فخرجت إلى المسجد, فإذا بأبي بكر، فلمَّا رأيته أجهشت بالبكاء، فقال: يا سالم أمات رسول الله -صلى الله عليه وسلم؟ فقلت: إن هذا عمر بن الخطاب يقول: لا أسمع أحدًا يقول مات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا ضربته بسيفي هذا، قال: فأقبل أبو بكر حتى دخل على النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو مسجَّى، فرفع البرد عن وجهه، ووضع فاهه على فيه, واستنشى الريح، ثم سجَّاه والتفت إلي فقال: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} الآية، وقال: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} يا أيها الناس، من كان يعبد محمدًا فإن محمد قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت، قال عمر: فوالله لكأنِّي لم أتل هذه الآيات قط. خرَّجه الحافظ أبو أحمد حمزة بن الحارث، كما ذكره الطبري في "الراض" له، وقال: خرج الترمذي معناه
__________
"وعن سالم بن عبد الأشجعي" الصحابي, من أهل الصُّفَّة, نزل الكوفة، روى له أصحاب السنن حديثين بإسناد صحيح في العطاس, وله رواية عن عمر، هي أنه "قال: لما مات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان أجزع الناس كلهم عمر بن الخطاب، فأخذ بقائم سيفه" من إضافة الصفة للموصوف، أي: شهر سيفه "وقال: لا أسمع أحدًا يقول: مات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا ضربته بسيفي هذا، قال" سالم: "فقال الناس: يا سالم, أطلب صاحب رسول الله" يعنون: أبا بكر "قال: فخرجت إلى المسجد، فإذا بأبي بكر، فلمَّا رأيته أجهشت" بجيم وهاء ومعجمة- أي: فزعت إليه "بالبكاء" كالصبي يفزع إلى أمه, "فقال: يا سالم, أمات رسول الله -صلى الله عليه وسلم, فقلت: إن هذا عمر بن الخطاب يقول: لا أسمع أحدًا يقول مات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا ضربته بسيفي هذا، قال" سالم: فأقبل أبو بكر حتى دخل على النبي -صلى الله عليه وسلم- وهومسجى" يجيم بوزن مغطَّى ومعناه "فرفع" كشف وأزال البرد عن وجهه, ووضع فاهه على فيه, واستنشى "أي: شمَّ الريح, أي: ريح الموت, فعلم أنه مات, "ثم سجَّاه: غطاه بالبرد والتفت إلينا بعد خروجه من عنده فقال: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} وتلا "الآية" كلها "وقال: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} , يا أيها الناس, من كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت، قال عمر: فوالله لكأنِّي لم أتل هذه الآيات" بناءً على أن الجمع ما فوق الواحد "قط. خرَّجه الحافظ أبو أحمد حمزة بن الحارث، كما ذكره الطبري في الرياض، له وقال: خرَّج الترمذي معناه بتمامه".

الصفحة 138