كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 12)
عمر، فقال أبو بكر: أمَّا بعد, من كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت، قال الله -عز وجل: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} قال: والله لكأنَّ الناس لم يعلموا أنَّ الله أنزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر, فتلقَّاها الناس منه كلهم، فما أسمع بشرًا من الناس إلا يتلوها.
وفي حديث ابن عمر عند ابن أبي شيبة, أنَّ أبا بكر مَرَّ بعمر وهو يقول: ما مات رسول الله -صلى الله عليه وسلم, ولا يموت حتى يقتل الله المنافقين. قال: وكانوا أظهروا الاستبشار ورفعوا رءوسهم، فقال: أيها الرجل، إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد مات: ألم تسمع الله تعالى يقول: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} وقال: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْد} ثم أتى أبو بكر المنبر. الحديث.
__________
اجلس يا عمر، فأبى أن يجلس" لما حصل له من الدهشة والحزن، "فأقبل الناس إليه، وللكشميهني: عليه, "وتركوا عمر", وفي الجنائز: فأبى عمر، فتشهد أبو بكر، فمال إليه الناس وتركوا عمر, "فقال أبو بكر: أما بعد، من كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت، قال الله تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَت} مضت {مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُل} .
زاد في رواية البخاري: إلى قوله الشاكرين, "قال" ابن عباس: "والله لكأنَّ الناس لم يعلموا أنَّ الله أنزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر، فتلقَّاها الناس منه كلهم، فما أسمع بشرًا من الناس إلا يتلوها".
قال الكرماني: فإن قلت: ليس فيها أنه -صلى الله عليه وسلم- قد مات، وأجاب بأنَّ أبا بكر تلاها لأجل أنه -صلى الله عليه وسلم- قد مات، قال الحافظ: ورواية ابن السكن قد أوضحت المراد. فإنه زاد لفظ علمت.
"وفي حديث ابن عمر" عبد الله "عند ابن أبي شيبة أن أبا بكر مَرَّ بعمر وهو يقول: ما مات رسول الله -صلى الله عليه وسلم, ولا يموت حتى يقتل الله المنافقين، قال" ابن عمر: "وكانوا أظهروا الاستبشار" الفرح، وأسقط عقب هذا لفظ: وفرحوا بموته, "ورفعوا رءوسهم فقال" أبو بكر لعمر: "أيها الرجل, إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد مات، ألم تسمع الله تعالى يقول: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} فأخبر بأنه سيموت, فكيف تنكره، "وقال: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ} أفإن مت, "ثم أتى أبو بكر المنبر..... الحديث" تمامه: فصعد عليه, فحمد الله وأثنى عليه، فذكر خطبته: أما بعد ... إلخ.
وفي البخاري أن عمر قال: والله ما هو إلّا أن سمعت أبا بكر تلاها، أي: آية آل عمران، فعقرت حتى ما تقلني رجلاي, وحتى أهويت إلى الأرض، حين سمعته تلاها علمت أن