كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 12)
فاه وقَبَّل جبهته ثم قال: وانبياه، ثم رفع رأسه فحدر فاه وقَبَّل جبهته ثم قال: واصفياه، ثم رفع رأسه فحدر فاه وقَبَّل جبهته وقال: واخليلاه.
وعند ابن ابي شيبة عن ابن عمر: فوضع فاه على جبين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فجعل يقبّله ويبكي ويقول: بأبي أنت وأمي، طبت حيًّا وميتًا.
وعن عائشة: إنَّ أبا بكر دخل على النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد وفاته، فوضع فاه بين عينيه، ووضع يديه على صدغيه، وقال: وانبياه واخليلاه واصفياه. أخرجه ابن عرفة العبدي كما ذكر الطبري, قال: ولا تضاد بين هذا على تقدير صحته وبين ما تقدَّم مما تضمَّن ثباته، بأن يكون قد قال ذلك من غير انزعاج ولا قلق خافتًا به صوته، ثم التفت إليهم, وقال لهم ما قال.
وأخرج البيهقي وأبو نعيم من طريق الواقدي عن شيوخه: إنهم شَكُّوا في موته -صلى الله عليه وسلم، قال بعضهم: قد مات، وقال بعضهم: لم يمت، فوضعت أسماء بنت عميس يدها بين كتفيه -صلى الله عليه وسلم- فقالت: قد توفي، قد رفع الخاتم من بين كتفيه، فكان
__________
علوّ أي: قيام, "فقَبَّل جبهته ثم قال: وانبياه، ثم رفع رأسه" أي: رأس نفسه "فحدر فاه" ثانيًا: "وقَبَّل جبهته، ثم قال: واصفياه، ثم رفع رأسه فحدر فاه وقَبَّل جبهته" ثالثًا, "وقال: واخليلاه".
وعند ابن أبي شيبة عن ابن عمر" عبد الله: "فوضع أبو بكر "فاه على جبين" هو بمعنى جبهة "رسول الله -صلى الله عليه وسلم, فجعل يقبّله ويبكي ويقول: بأبي أنت وأمي, طبت حيًّا وميتًا" فيه جواز التفدية بهما، وقد يقال: هي لفظة اعتادت العرب أن تقولها ولا تقصد معناها الحقيقي؛ إذ حقيقة التفدية بعد الموت لا تتصور.
قاله الحافظ: "وعن عائشة أنَّ أبا بكر دخل على النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد وفاته، فوضع فاه بين عينيه" أي: المصطفى, "ووضع يديه على صدغيه وقال: وانبياه واخليلاه واصفياه".
"أخرجه" الحسن "بن عرفة" بن يزيد العبدي, أبو علي البغدادي الصدوق، مات سنة سبع وخمسين ومائتين, وقد جاوز المائة "كما ذكره الطبري" في الرياض, "قال: ولا تضاد" لا تخلف "بين هذا على تقدير صحته, وبين ما تقدَّم مما تضمَّن ثباته بأن "أي: بسبب أن يكون قد قال ذلك من غير انزعاج ولا قلق خافتًا به صوته، ثم التفت إليهم وقال لهم ما قال".
وأخرج البيهقي وأبونعيم من طريق الواقدي" محمد بن عمر بن واقد, الأسمى عن شيوخه، أنهم شكُّوا في موته -صلى الله عليه وسلم, قال بعضهم: قد مات, وقال بعضهم: لم يمت, فوضعت أسماء بنت عميس" وكانت زوج الصديق يومئذ، وهي أم ابنه محمد وجدّة القاسم, "يدها بين