كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 12)
وقد عاشت فاطمة -رضي الله عنها- بعده -صلى الله عليه وسلم- ستة أشهر, فما ضحكت تلك المدة وحُقَّ لها ذلك.
على مثل ليلى يقتل المرء نفسه ... وإن كان من ليلى على الهجر طاويًا
وأخرج أبو نعيم عن علي قال: لما قُبِضَ -صلى الله عليه وسلم- صعد ملك الموت باكيًا إلى السماء، والذي بعثه بالحق نبيًّا لقد سمعت صوتًا من السماء ينادي: وامحمداه. الحديث.
كل المصائب تهون عند هذه المصيبة
وفي سنن ابن ماجه: إنه -صلى الله عليه وسلم- قال في مرضه: "أيها الناس، إن أحدًا من الناس، أو من المؤمنين, أصيب بمصيبة فليعز بمصيبته بي عن المصيبة التي تصيبه بغيري، فإن أحدًا من أمتي لن يصاب بمصيبة بعدي أشد عليه من مصيبتي".
وقال أبو الجوزاء: كان الرجل من أهل المدينة إذا أصابته مصيبة جاء أخوه فصافحه ويقول: يا عبد الله، اتق الله، فإن في رسول الله أسوة حسنة. ويعجبني قول
__________
قال الحافظ: يؤخذ منه أنَّ تلك الألفاظ إذا كان الميت متصفًا بها أنه لا يمنع ذكره بها بعد موته, بخلاف ما إذا كانت فيه ظاهرًا, وهو في الباطن بخلافه, أولًا: يتحقق اتصافه بها فتدخل في المنع, "وقد عاشت فاطمة بعده -صلى الله عليه وسلم- ستة أشهر، فما ضحكت تلك المدة وحُقَّ لها" بضم الحاء "ذلك" أي: عدم الضحك، وأنشد بيتًا لغيره.
على مثل ليلى يقتل المرء نفسه ... وإن كان من ليلى على الهجر طاويا
أي: على هجرها له مصرًّا, جاز ما به "وأخرج أبو نعيم عن علي قال: لما قبض -صلى الله عليه وسلم- صعد ملك الموت باكيًا إلى السماء، والذي بعثه بالحق نبيًّا, لقد سمعت صوتًا من السماء ينادي: وا محمداه.... الحديث. كل المصائب تهون" تسهل "عند هذه المصيبة؛ " إذ لا يساويها شيء, "وفي سنن ابن ماجه" عن عائشة "أنه -صلى الله عليه وسلم- قال في مرضه" الذي توفي فيه: "أيها الناس, إن أحدًا" وفي رواية: "إيما أحد من الناس أو من المؤمنين" شك الراوي, "أصيب بمصيبة فليتعزّ" يتصبر "بمصيبته بي عن المصيبة التي تصيبه بغيري، فإن أحدًا من أمتي لن يصاب بمصيبة بعدي أشد عليه من مصيبتي" أي: مصيبته بي, "وقال أبو الجوزاء" بجيم وزاي- أوس بن عبد الله الربعي -بفتح الموحدة- البصري، التابعي الثقة.
"كان الرجل من أهل المدينة إذا أصابته المصيبة جاءه أخوه" في الإسلام "فصافحه، ويقول: يا عبد الله اتق الله" واصبر على ما أصابك, "فإن في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسوة حسنة،