كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 12)

ولا ريب أن هذا موجب لحصول العطش في ذلك اليوم، وكثرة الالتهاب، والماء ثَمَّ أعز موجود، وأعظم مفقود، فلا منهل مورود إلا حوض صاحب المقام المحمود -صلى الله عليه وسلم, وزاده فضلًا وشرفًا لديه، ولا مشرب لأمته سواه، ولا تبرد أكبادهم إلا به، فالشربة منه كما ورد تروي الظمأ، وتشفي من الصدى، وتذهب بكل داء فلا يظمأ شاربها, ولا يسقم بعدها أبدًا.
وفي حديث أنس عند البزار: من شرب منه -أي: من الحوض- شربة لم يظمأ أبدًا، ومن لم يشرب منه لم يرو أبدًا، وزاد في حديث أبي أمامة عند أحمد وابن حبان، ولم يسود وجهه أبدًا.
وفي حديث ثوبان عند الترمذي وصحّحه الحاكم: أكثر الناس عليه ورودًا فقراء المهاجرين.
__________
الالتهاب والماء، ثم" بالفتح والتشديد هناك "أعز موجود وأعظم مفقود، فلا منهل مورود إلا حوض صاحب المقام المحمود" مقام الشفاعة، ويأتي للمصنف "صلى الله عليه وسلم, وزاده فضلًا وشرفًا لديه, ولا مشرب لأمته سواه, ولا يبرد أكبادهم إلا إياه".
كذا في نسخ، وهي المناسبة للسجع لا نسخة إلا به "فالشربة منه تروي الظمأ" العطش, "وتشفي من الصدى" العطش، فحسنه اختلاف اللفظ, "وتذهب بكل داء فلا يظمأ شاربها ولا يشكو", وفي نسخة: ولا يسقم "بعدها أبدًا" فهي ريّ وشفاء.
"ففي حديث أنس عند البزار", والطبراني في الأوسط قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "حوضي من كذا إلى كذا, فيه من الآنية عدد النجوم, أطيب ريحًا من المسك, وأحلى من العسل, وأبيض من اللبن من شرب منه"، أي: من الحوض "شربة لما يظمأ أبدًا، ومن لم يشرب منه لم يرو أبدًا".
"وزاد في حديث أبي أمامة عند أحمد وابن حبان", والبيهقي عن أبي أمامة الباهلي أن يزيد بن الأخنس، قال: يا رسول الله ما سعة حوضك؟ قال: "ما بين عدن إلى عمَّان, وأن فيه مثعبين من ذهب وفضة"، قال: فماء حوضك؟ قال: "أشد بياضا من اللبن, وأحلى مذاقة من العسل, وأطيب رائحة من المسك، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدًا, ولم يسوّد وجهه أبدًا" , والمثعب: بفتح الميم والعين المهملة بينهما مثلثة ساكنة وآخره موحدة- مسيل الماء.
"وفي حديث ثوبان عند الترمذي وصححه الحاكم: "أكثر الناس عليه ورودًا فقراء المهاجرين" , وجاء بلفظ: أوّل عند مسلم وأحمد والترمذي وابن ماجه عن ثوبان: سمعت

الصفحة 302