كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 12)
جهنم كأنها سراب, فيقال: ألا تردون، فيظنونها ماء فيتساقطون فيها".
وفي حديث أبي ذر مما رواه مسلم: "إن الحوض يشخب فيه ميزابان من الجنة" , وهو حجة على القرطبي لا له؛ لأن الصراط جسر جهنم، وهو بين الموقف والجنة, والمؤمنون يمرون عليه لدخول الجنة، فلو كان الحوض دونه لحالت النار بينه وبين الماء الذي يصب من الكوثر في الحوض، وظاهر الحديث أن الحوض بجانب الجنة؛ ليصب فيه الماء من النهر الذي داخلها.
وقال القاضي عياض: ظاهر قوله -صلى الله عليه وسلم: "مَنْ شرب منه لم يظمأ بعدها أبدًا". يدل على أن الشرب منه يقع بعد الحساب والنجاة من النار؛ لأن ظاهر حال من لا يظمأ أن لا يعذب بالنار، ولكن يحتمل أن من قدر عليه التعذيب منهم أن لا يعذب فيها بالظمأ بل بغيره.
__________
يرى عند اشتداد الحر نصف النهار يشبه الماء "فيقال: "ألا تردون, فيظنونها ماء فيتساقطون فيها".
"وفي حديث ابي ذر مما رواه مسلم: "إن الحوض يشخب فيه ميزابان من الجنة" وهو حجة على القرطبي" في اختياره الهول بأنه قبل الصراط, "لا له؛ لأن الصراط جسر جهنم, وهو بين الموقف والجنة, والمؤمنون يمرون عليه لدخول الجنة، فلو كان الحوض دونه" أي: قبل الصراط؛ لحات النار بينه وبين الماء الذي يصب من الكوثر في الحوض" وهذا بناء على العادة, وأحوال القيامة لا تبنى عليها، فلا مانع أن ماء الكوثر يمر على الهواء حتى يصل إلى الحوض, ولا تحول النار بينهما، ونظيره في الدنيا ما قيل: إن بين السماء والأرض بحرًا ومع ذلك فليس بحائل من رؤية السماء ولا نجومها.
"وظاهر الحديث أن الحوض بجانب الجنة لينصب فيها الماء من النهر الذي" هو، أو يكون "داخلها", وهو الكوثر, "وقال القاضي عياض: ظاهر قوله -صلى الله عليه وسلم: "مَنْ شرب منه" شربة "لم يظمأ بعدها أبدًا" يدل على أنَّ الشرب منه يقع بعد الحساب والنجاة من النار؛ لأن ظاهر حال من لم يظمأ أن لا يعذب بالنار", وظاهر هذا ترجيح أن الحوض بعد الصراط.
وقد قال الحافظ: رجَّحه عياض، قال: وأمَّا ما أورد عليه من حديث أنَّ جماعة يدفعون عن الحوض، فجوابه أنهم يقربون من الحوض بحيث يرونه, ويردون فيدفعون في النار قبل أن يخصلوا من بقية الصراط "ولكن يحتمل" على القول بأنه قبل الصراط "إن من قدر عليه التعذيب ومنهم أن لا يعذب فيها" أي: النار "بالظمأ، بل بغيره" والله على كل شيء قدير "و" جاء