كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 12)

كنبينا؟
فالجواب: إنه اشتهر اختصاص نبينا -صلى الله عليه وسلم- بالحوض, قال القرطبي في "المفهم" مما يجب على كل مكلف أن يعلمه ويصدق به، أنه تعالى قد خصّ نبيه محمدًا -صلى الله عليه وسلم- بالحوض المصرّح باسمه وصفته وشرابه في الأحاديث الصحيحة الشهيرة التي يحصل بمجموعها العلم القطعي؛ إذ روى ذلك عنه -صلى الله عليه وسلم- من الصحابة نيف على الثلاثين، منهم في الصحيحين ما ينيف على العشرين، وفي غيرهما بقية ذلك كما صحَّ نقله واشتهرت رواته، ثم رواه عن الصحابة المذكورين من التابعين أمثالهم ومن بعدهم أضعاف أضعافهم وهلم جرَّا، واجتمع على إثباته السلف وأهل السنة من الخلف. انتهى.
لكن أخرج الترمذي من حديث سمرة رفعه: "إن لكل نبي حوضًا" وأشار
__________
عليه كنبينا؟ فالجواب أنه اشتهر اختصاص نبينا -عليه السلام- بالحوض".
"قال القرطبي في المفهم: مما يجب على كل مكلف أن يعلمه ويصدق به, أن الله تعالى قد خص نبيه محمدًا -صلى الله عليه وسلم- بالحوض المصرَّح باسمه وصفته وشرابه, في الأحاديث الصحيحة الشهيرة التي يحصل بمجموعها العلم القطعي".
قال الأبي: ظاهره أنَّ الإيمان به من قواعد العقائد التي يجب تقريرها لمن أسلم، ولم يذكر ذلك الموثوق بهم في تقريره ذلك لمن أسلم؛ "إذ روى ذلك عنه -صلى الله عليه وسلم- من الصحابة نيف على الثلاثين, منهم في الصحيحين ما يزيد على العشرين, ففي البخاري تسعة عشر، وفي مسلم: سبعة عشر, لكنهما اتفقا على أكثرها, فلذا كان ما فيهما يزيد على عشرين, "وفي غيرهما بقية ذلك" الزائد على ثلاثين, وقد أوصلهم الحافظ إلى ست وخمسين, والسيوطي في البدور إلى ثمان وخمسين ذاكرًا لفظ كل واحد.
"كما صحَّ نقله, واشتهرت رواته" وأحاديثهم بعضها في مطلق ذكر الحوض, وبعضها في صفته, وبعضها فيمن يرد عليه, وبعضها فيمن يدفع عنه، وبلغني أن بعض المتأخّرين أوصلها إلى ثمانين صحابيًّا، قاله الحائط "ثم رواه عن الصحابة المذكورين من التابعين أمثالهم, ومن بعدهم أضعاف أضعافهم, وهلمَّ جرَّا" إشارة إلى أن تواتره من أوله إلى آخره, "واجتمع على إثباته السلف وأهل السنة من الخلف. انتهى".
لكن أخرج الترمذي من حديث سمرة" بن جندب "رفعه: "إن لكل نبي حوضًا" على قدر رتبته وأمته، والمتبادر أنه حوض حقيقي, وجوز الطيبي حمله على المجاز, ويراد به العلم

الصفحة 310