كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 12)
إلى أنه اختلف في وصله وإرساله، وأنَّ المرسل أصح، والمرسل أخرجه ابن أبي الدنيا بسند صحيح عن الحسن قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "إن لكل نبي حوضًا، وهو قائم على حوضه بيده عصًا, يدعو من عرف من أمته، ألّا وإنهم يتباهون أيهم أكثر تبعًا، وإني لأرجو أن أكون أكثرهم تبعًا".
وأخرجه الطبراني من وجه آخر عن سمرة موصولًا مرفوعًا مثله، وفي سنده لين.
__________
والهدى ونحوه. انتهى وفيه نظر.
وقال الحكيم الترمذي: الحياض يوم القيامة للرسل, لكلٍّ على قدره وقدر تبعه, وهو شيء يلطف الله به عباده، فإنهم تخلصوا من مرارة الموت, وطالت مدتهم في اللحد, ورأوا الهول العظيم, وغوث الله للموحّدين مترادف, أغاثهم يوم {أَلَسْتُ بِرَبِّكُم} فأثبت أسماءهم بالولاية, ونقلهم في الأصلاب حتى آواهم إلى آخر قالب، ثم أنزلهم إلى الدنيا, فرباهم وهداهم وكلأهم, وختم لهم بما ابتلاهم به من الموت المر, وحبسهم مع البلاء الطويل، ثم أنشرهم إلى موقف عظيم، فمن غوثه أن جعل الرسول الذي أجابه فرطًا قد هيأ لهم مشربًا يروي منه فلا يظمأ بعدها أبدًا. انتهى.
وبقية هذا الحديث في الترمذي: "وأنهم يتباهون أيهم أكثر واردة, وإني أرجو أن أكون أكثرهم واردة" "وأشار" الترمذي "إلى أنه اختلف" أي: اختلفت رواته "في وصله وإرساله, وأن المرسل" أي: رواية من أرسله "أصح" من رواية من وصله, "والمرسل".
"أخرجه ابن أبي الدنيا بسند صحيح عن الحسن" البصري "قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "إن لكل نبي حوضًا وهو قائم على حوضه" ظاهره حتى صالح، وقال البكري المعروف بابن الواسطي: إلّا صالحًا, فإن حوضه ضرع ناقته.
قال القرطبي: ولم أقف على ما يدل عليه أو يشهد له, "بيده عصا يدعو من عرف من أمته" ظاهره أن المراد بالأنبياء الرسل الذين لهم شرائع وأمم، وبه صرَّح الحكيم كما علم ويحتمل عمومه, وإن لم يكن رسولًا على ظاهر قوله: نبي, ويكون الدعاء والتباهي للرسل, ولا مانع من ذلك, "ألا" بالفتح والتخفيف "وأنَّهم يتباهون أيهم أكثر تبعًا، ألا وإني لأرجو" ورجاؤه محقق الوقوع, "أن أكون أكثرهم تبعًا".
وفي رواية الترمذي: واردة كما مَرَّ، أي: أمة واردة على الحوض، ولابن أبي عاصم عن أبي أمامة مرفوعًا: "إن الأنبياء مكاثرون يوم القيامة فلا تخزوني، فإني جالس لكم على الحوض".
"وأخرجه الطبراني من وجه" أي: طريق "آخر عن سمرة موصولًا مرفوعًا مثله, وفي سنده لين" أي: ضعف محتمل "وأخرجه ابن أبي الدنيا من حديث أبي سعيد رفعه: "كل نبي