كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 12)

قالوا: والحكمة في الذود المذكور، أنه -صلى الله عليه وسلم- يريد أن يرشد كل أحد إلى حوض نبيه، كما تقدَّم "إن لكل نبيّ حوضًا" فيكون هذا من جملة إنصافه -صلى الله عليه وسلم, ورعاية إخوانه من النبيين، لا أنه يطردهم بخلًا عليهم بالماء، ويحتمل أن يكون بطرد من لا يستحق الشرب من الحوض. والله أعلم.
وفي حديث أنس أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: "لحوضي أربعة أركان، الأوّل بيد أبي بكر الصديق، والثاني بيد عمر الفاروق، والثالث بيد عثمان ذي النورين، الرابع بيد علي بن أبي طالب, فمن كان محبًّا لأبي بكر مبغضًا لعمر لا يسقيه أبو بكر، ومن كان محبًّا لعلي مبغضًا لعثمان لا يسقيه علي". رواه أبو سعد في "شرف النبوة" والغيلاني, والله أعلم.
__________
الأرساغ, ولا يجاوز الركبتين, من آثار الوضوء, ويجوز فتحها، وظاهره: إن هذه السيما إنما تكون لمن توضأ بالفعل، أمَّا من لم يتوضأ فلا يحصلان له, كما جزم به شيخ الإسلام على البخاري خلافًا للزناتي وتقدَّم الرد عليه في الخصائص, "قالوا: والحكمة في الذود أنه -صلى الله عليه وسلم- يريد أن يرشد كل أحد إلى حوض نبيه، كما تقدَّم "إن لكل نبي حوضًا" وهذا ظاهر فيمن بلغتهم دعوته وعملوا بشرعه، أما أهل الفترات فعلم حالهم في الشرب عند الله, "فيكون هذا من جملة إنصافه -عليه السلام- ورعاية إخوانه من النبيين، لا أنه يطردهم بخلًا عليهم" بالماء, حاشاه من ذلك, "ويحتمل أن يكون يطرد من لا يستحق الشرب من الحوض, والله أعلم" بحقيقة ذلك.
"وفي حديث أنس أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: "لحوضي أربعة أركان: الأوَّل بيد أبي بكر الصديق, والثاني بيد عمر الفاروق, والثالث بيد عثمان ذي النورين" بنتي النبي -صلى الله عليه وسلم "والرابع بيد علي بن أبي طالب، فمن كان محبًّا لأبي بكر مبغضًا لعمر لا يسقيه أبو بك" بسبب بغضه لعمر, ولا يلتفت إلى كونه محبًّا له، "ومن كان محبًّا لعلي مبغضًا لعثمان لا يسقيه علي" وكذا عكسه.
"رواه أبو سعد" بسكون العين- النيسابوري" "في" كتاب "شرف النبوة, والغيلاني" بغين معجمة- أبو طالب بن غيلان، ولا يعارض هذا قوله -صلى الله عليه وسلم: "علي بن أبي طالب صاحب حوضي يوم القيامة".
أخرجه الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة وجابر، وأخرج ابن أبي عاصم في السنة عن الحسن بن علي أنه قال لمعاوية: أنت الساب لعلي, أما والله لتردنّ عليه الحوض, وما أراك ترد

الصفحة 313