كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 12)
تعالى: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} رواه الطبراني وقال ابن منده: حديث مجمع على صحة إسناده وثقة رجالة.
قال الرازي: والقول الأول أَوْلَى؛ لأن سعيه في الشفاعة يفيد إقدام الناس على حمده, فيصير محمودًا، وأمَّا ما ذكر من الدعاء فلا يفيد إلّا الثواب، أمَّا الحمد فلا.
فإن قيل: لم لا يجوز أن يقال: إنه تعالى يحمده على هذا القول؟ فالجواب: لأنَّ الحمد في اللغة مختص بالثناء المذكور في مقابلة الإنعام فقط، فإن ورد لفظ "الحمد" في غير هذا المعنى فعلى سبيل المجاز.
القول الثالث: مقام تحمد عاقبته، قال الإمام الدين، وهذا أيضًا ضعيف للوجه الذي ذكرنا.
القول الرابع، قيل: هو إجلاسه -صلى الله عليه وسلم- على العرش, وقيل: على الكرسى، روي
__________
هكذا الرواية بالجمع بينهما كما في الفتح, فسقطت الثانية من قلم المصنف أو نساخه, "تباركت" تعاظمت, "وتعاليت" عمَّا يتوهمه الأوهام ويتصوره العقول, "سبحانك رب البيت" أي: يا رب البيت, قال حذيفة: فهذا هو المراد من قوله تعالى: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79] الآية.
"رواه الطبراني", والنسائي بإسناد صحيح، وصحَّحه الحاكم كما في الفتح، فالعزو للنسائي أَوْلَى؛ إذ ليس في رواية الطبراني زيادة عليه سوى قوله: "سبحانك رب البيت"، قال الحافظ: ولا منافاة بينه وبين حديث ابن عمر؛ لأنَّ هذا الكلام كأنَّه مقدمة للشفاعة, "قال ابن منده: حديث مجمع على صحيح إسناده وثقة رجاله, قال الرازي: والقول الأوّل" إنه الشفاعة, "أَوْلَى؛ لأن سعيه في الشفاعة يفيد إقدام الناس على حمده فيصير محمودًا، وأمَّا ما ذكر من الدعاء فلا يفيد إلّا الثواب، أمَّا الحمد فلا" لكن لما كان مقدمة للشفاعة كما ترجاه الحافظ صار كأنه سعى فيها.
"فإن قيل: لم يجوز أن يقال: إنه تعالى يحمده على هذا القول" فيبطل قولك، أمَّا الحمد فلا "فالجواب، أن الحمد في اللغة مختص بالثناء المذكور في مقابلة الإنعام فقط" والله تعالى المنعم, "فإن ورد لفظ الحمد في غير هذا المعنى فعلى سبيل المجاز", وقولي: أمَّا الحمد فلا مبنى على الحقيقة القول الثالث مقام تحمد عاقبته, قال الإمام فخر الدين: وهذا أيضًا ضعيف للوجه الذي ذكرناه, يعني: قوله؛ لأن سعيه في الشفاعة.... إلخ.
"القول الرابع قيل: هو إجلاسه -عليه السلام- على العرش" حملًا للمقام على أنه مصدر