كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 12)

العرش" ليس بمدفوع لا من جهة النقل ولا من جهة النظر. وقال ابن عطية: هو كذلك إذا حمل على ما يليق به قال: وبالغ الواحدي في رد هذا القول: ونقل النقاش عن أبي داود صاحب السنن أنه قال: من أنكر هذا القول فهو متهم, وقد جاء عن ابن مسعود عند الثعلبيّ، وعن ابن عباس عند أبي الشيخ قال: إن محمدًا يوم القيامة يجلس على كرسي الرب بين يدي الرب، فيحتمل أن تكون الإضافة إضافة تشريف، وعلى ذلك يحمل ما جاء عن مجاهد وغيره، ويحتمل أن يكون المراد بالمقام المحمود الشفاعة كما هو المشهور، وأن يكون الإجلاس هي المنزلة المعبَّر عنها بالوسيلة. كذا قاله بعضهم، ويحتمل أن يكون الإجلاس علامة الإذن في الشفاعة.
__________
بمدفوع لا من جهة النقل"؛ لأنه لم ينفرد به, "ولا من جهة النظر", وأشار للثاني بقوله: "وقال ابن عطية هو كذلك إذا حمل على ما يليق به" من أنها معية تشريف, قال: وبالغ الواحدي في رد هذا القول" بما قدمه المصنّف آنفًا.
وأشار للأوّل بقوله: "ونقل النقاش" المفسر "عن أبي داود صاحب السنن" سليمان بن الأشعث احترازًا على الطيالسي أبي داود, وسليمان بن داود صاحب المسند, "أنه قال: من أنكر هذا القول فهو متهم" بعدم المعرفة؛ حيث أنكر شيئًا ثابتًا بمجرَّد ما قام في عقله, "و" لم ينفرد به مجاهد، فإنه "قد جاء عن ابن مسعود عند الثعلبي" ويقال له أيضًا: الثعالبي, وهو شيخ الواحدي.
"وعن ابن عباس عند أبي الشيخ: قال: إن محمدًا يوم القيامة يجلس على كرسي الرب بين يدي الرب" وهذا له حكم الرفع؛ لأنه جاء عن صحابي, ولا دخل للرأي فيه, فيحتمل أن تكون الإضافة إضافة تشريف, وعلى ذلك يحمل ما جاء عن مجاهد وغيره" كما مَرَّ, ولا فساد فيه ولا قبح, ويحتمل أن يكون المقام المحمود الشفاعة كما هو المشهور، وأن يكون الإجلاس على الكرسي والعرش "هي" أنت؛ لمراعاة الخبر وهو "المنزلة المعبَّر عنها بالوسيلة".
كذا قاله بعضهم: ويحتمل أن يكون الإجلاس علامة الإذن في الشفاعة" وعلى ذلك, فلا ينافي المشهور، وقيل: المقام المحمود أخذه بحلقة باب لجنة، وقيل: إعطاؤه لواء الحمد.
وروى ابن أبي حاتم عن سعيد بن أبي هلال أنَّه بلغه أنَّ المقام المحمود الذي ذكر الله أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- يكون يوم القيامة بين الجبار وبين جبريل, يغبطه لمقامه ذلك أهل الجمع ورجاله ثقات.
لكنَّه مرسل، وعنده أيضًا عن علي بن الحسين بن علي: أخبرني رجل من أهل العلم أن

الصفحة 321