كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 12)
واختلف في "فاعل" الحمد في قوله تعالى: {مَحْمُودًا} فالأكثر على أن المراد به أهل الموقف، وقيل: النبي -صلى الله عليه وسلم، أي: إنه يحمد عاقبة ذلك المقام بتهجده في الليل، والأوَّل أرجح لما ثبت في حديث ابن عمر بلفظ: مقامًا محمودًا يحمده أهل الجمع كلهم", ويجوز أن يحمل على أعمّ من ذلك، أي: مقامًا يحمده القائمة فيه وكل من عرفه، وهو مطلق في كل ما يجلب الحمد من أنواع الكرامات، واستحسن هذا أبو حيان، وأيّده بأنه نكرة, فدلَّ على أنه ليس المراد مقامًا مخصوصًا. انتهى.
فإن قلت: إذا قلنا بالمشهور: إن المراد بالمقام المحمود الشفاعة، فأيّ شفاعة هي؟
فالجواب: إن الشفاعة التي وردت في الأحاديث، في المقام المحمود نوعان: النوع الأول: العامَّة في فصل القضاء، والثاني: في الشفاعة في إخراج المذنبين من النار، لكن الذي يتجه: ردّ هذه الأقوال كلها إلى الشفاعة العظمى
__________
النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "تمد الأرض مد الأديم....." الحديث.
وفيه: "ثم يؤذن لي في الشفاعة فأقول: أي رب, عبادك عبدوك في أطرف الأرض"، قال: فذلك المقام المحمود, رجاله ثقات, وهو صحيح إن كان الرجل صحابيًّا كما في الفتح.
واختلف في فاعل الحمد في قوله تعالى: {مَحْمُودًا} ، فالأكثر أنَّ المراد به أهل المواقف" يحمدون, "وقيل" فاعله النبي -صلى الله عليه وسلم، أي: إنه يحمد عاقبة ذلك المقام بتهجّده في الليل" المأمور به أوّل الأية, والأوّل, أي: أهل الموقف "أرجح, لما ثبت في حديث ابن عمر: مقامًا محمودًا يحمده أهل الجمع كلهم" فهذا نص صريح, "ويجوز" مع ذلك أن يحمل على أعمّ من ذلك، أي: يحمده القائم فيه" صلى الله عليه وسلم- يحمد كل من عرفه, وهم أهل الجمع, وهو مطلق في كل ما يجلبه" بجيم وموحدة، أي: يسببه "الحمد من أنواع الكرامات، واستحسن هذا" الحمل على الأعمّ أبو حيان, وأيده بأنه نكرة، فدل على أنه ليس المراد مقامًا مخصوصً.... أهـ.
"فإن قلت: إذا قلنا بالمشهور أنَّ المراد بالمقام المحمود والشفاعة, فأي شفاعة هي؟ " لأنَّ له -صلى الله عليه وسلم- عدة شفاعات تأتي, "فالجواب: إن الشفاعة التي وردت في الأحاديث في المقام المحمود نوعان: النوع الأول: العامَّة في فصل القضاء" بين الخلائق, "و" النوع الثاني: في الشفاعة في إخراج المذنبين من النار, لكن الذي يتَّجه ردّ" أي: ترجع هذا الأقوال".