كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 12)

كان من بني إسرائيل.
ومن الأجوبة أنَّ رسالة آدم كانت إلى بنيه، وهم موحِّدون، ليعلمهم شريعته، ونوح رسالته كانت إلى قوم كفَّار يدعوهم إلى التوحيد.
وذكر الغزالي في كتاب "كشف علوم الآخرة" أنَّ بين إتيان أهل الموقف آدم, وإتيانهم نوحًا ألف سنة، وكذا بين كل نبي ونبي، إلى نبينا -صلى الله عليه وسلم.
قال الحافظ ابن حجر: ولم أقف لذلك على أصل، قال: ولقد أكثر في هذا الكتاب من إيراد أحاديث لا أصول لها، فلا يغتر بشيء منها.
ووقع في رواية حذيفة: إن الخليل -عليه السلام- قال: "لست بصاحب ذاك,
__________
"وأمَّا إدريس فذهبت طائفة إلى أنه كان من بني إسرائيل" يعقوب, وهو بعد نوح بزمان طويل, "ومن الأجوبة: إن رسالة آدم كانت إلى بنيه وهو موحِّدون؛ ليعلمهم شريعته," فهي كالتربية للأولاد, "ونوح رسالته كانت إلى قوم كفار يدعوهم إلى التوحيد" وينذرهم بالهلاك إن لم يوحدوا, "وذكر الغزالي في كتاب كشف علوم الآخرة أنَّ بين إتيان أهل الموقف آدم وإتيانهم نوحًا ألف سنة".
"وكذا بين كل نبي ونبي إلى نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم، قال الحافظ ابن حجر: ولم أقف لذلك على أصل، قال: ولقد أكثر في هذا الكتاب من إيراد أحاديث لا أصول لها فلا يغتر بشيء منها" وتعقبه العيني بأنَّ جلالة قدر الغزالي تنافي ما ذكره، وعدم وقوفه على أصلٍ لذلك لا يستلزم نفي وقوف غيره لذلك على أصل، فإنه لم يحظ علمًا بكل ما ورد حتى يدَّعي هذه الدعوى، وأجاب الحافظ في انتقاض الاعتراض بأنَّ جلالة الغزالي لا تنافي أنه يحسن الظن ببعض الكتب، فينقل منها, ويكون ذلك المنقول غير ثابت, كما وقع له ذلك في الإحياء في نقله من قوت القلوب، كما نبَّه على ذلك غير واحد من الحفَّاظ، وقد اعترف الغزالي بأن بضاعته في الحديث مزجاة, قال: ولم أدَّع أني أحطت علمًا وإنما نفيت اطلاعي وإطلاقي في الثاني محمول على تقييدي في الأول.
والحديث لا يثبت بالاحتمال، فلو كان المعترض اطَّلع على شيء يخالف قولي لأبرزه وتبجح به. انتهى.
ووقع في رواية حذيفة" وأبي هريرة معًا "أنَّ الخليل -عليه السلام- قال:" ولفظ مسلم عن أبي هريرة وحذيفة، قالا: قال -صلى الله عليه وسلم: "يجمع الله الناس, فيقوم المؤمنون حتى تزلف لهم الجنة، فيأتون آدم فيقولون: يا أبانا استفتح لنا الجنة، فيقول: وهل أخرجكم من الجنة إلّا خطيئة أبيكم

الصفحة 332