كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 12)
وفي حديث أُبَيّ بن كعب عند أبي يعلى رفعه: "فأسجد له سجدة يرضى بها عني، ثم أمتدحه بمدحة يرضى بها عني".
وفي حديث أبي بكر الصديق: "فينطلق إليه جبريل، فيخر ساجدًا قدر جمعة، فيقال: يا محمد، ارفع رأسك".
وفي رواية النضر بن أنس: "فأوحى الله إلى جبريل أن اذهب إلى محمد فقل: ارفع رأسك".
وعلى هذا, فالمعنى: يقول لي على لسان جبريل، والظاهر أنه -صلى الله عليه وسلم- يلهم التحميد قبل سجوده وبعده وفيه, ويكون في كل مكان ما يليق به، فإنه ورد في رواية: "فأقوم بين يديه فيلهمني بمحامد لا أقدر عليها، ثم أخر ساجدًا" , وفي رواية البخاري: "فأرفع رأسي فأحمد ربي بتحميد يعلمني".
وفي رواية أبي هريرة، عند الشيخين: "فآتى تحت العرش فأقع ساجدًا لربي
__________
وفي حديث أُبَيّ بن كعب عند أبي يعلى" قال: "يعرفني الله نفسه يوم القيامة, فأسجد له سجدة يرضى" يزيد رضاه "بها عني، ثم أمتدحه" أثني عليه "بمدحة" يلهمنيها, "يرضى بها عني" , ثم يؤذن لي بالكلام.... الحديث.
"وفي حديث أبي بكر الصديق" عند أبي عوانة: فيأتي جبريل ربه فيقول: ائذن له وبشره بالجنة, "فينطلق إليه جبريل فيخر ساجدًا" إذ رأى ربه كما في حديث أنس: "قدر جمعة" من جمع الدنيا, "فيقال: يا محمد, ارفع رأسك" , وفي رواية النضر بن أنس عن أبيه: "فأوحى الله إلى جبريل أن اذهب إلى محمد، فقل له: ارفع رأسك" على هذا, فالمعنى: يقول على لسان جبريل، والظاهر أنه -صلى الله عليه وسلم- يلهم التحميد قبل سجوده وبعده وفيه" أي: في سجوده, ويكون في كل مكان من الثلاثة ما يليق به، فإنه ورد في رواية" للشيخين عن أنس: "فأوتي فأقول: أنا لها، فأنطلق فأستأذن على ربي فيؤذن لي" , "فأقوم بين يديه" , أي: الله -سبحانه وتعالى, "فيلهمني بمحامد لا أقدر عليها" أي: الآن في الدنيا, لكن لفظ مسلم: "لا أقدر عليها إلّا أن يلهمنيها الله"، ولفظ البخاري: "فيلهمني الله محامد أحمده بها لا تحضرني الآن" , "ثم آخر ساجدًا" فصرَّح بأنه يحمده قبل سجوده.
وفي رواية البخاري من حديث أنس أيضًا: "فأرفع رأسي فأحمد ربي" بتحميد يعلمني "وفي رواية: "يعلمنيه" ولأحمد بمحامد لم يحمده بها أحد قبلي, ولا يحمده أحد بعدي، فصرَّح في هذه الرواية بأنه يحمد بعد الرفع من السجود.
وفي رواية أبي هريرة عند الشيخين الماضية قريبًا: "فآتي تحت العرش فأقع ساجدًا