كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 12)

وفي رواية ثابت عند أحمد فأقول: "أي رب، أمتي أمتي، فيقول: أخرج من كان في قلبه مثقال شعيرة"، وفي حديث سلمان: "فيشفع في كل مَنْ كان في قلبه مثقال حبة من حنطة، ثم شعيرة، ثم حبه خردل، فذلك المقام المحمود".
وفي رواية أبي سعيد عند مسلم: "ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من خير". قال القاضي عياض: قيل معنى الخير: اليقين بالإيمان، وأمَّا قوله في رواية أنس عند البخاري: "فأخرجهم من النار" فقال الداودي: كأنَّ راوي هذا الحديث ركب شيئًا على غير أصله, وذلك أنه في أول الحديث ذكر الشفاعة في الإراحة من كرب الموقف، وفي آخره ذكر الشفاعة في الإخراج من النار، يعني: وذلك إنما يكون بعد التحول من الموقف والمرور على الصراط وسقوط من يسقط في تلك الحالة في النار. ثم تقع بعد ذلك الشفاعة في الإخراج. وهو إشكال قوي.
وقد أجاب عنه النووي، ومن قبله القاضي عياض: بأنه قد وقع في حديث
__________
"وفي رواية ثابت" عن أنس "عند أحمد: "فأقول: أي رب, أمتي أمتي" مرتين, "فيقول: أخرج مَنْ كان في قلبه مثقال شعيرة" من عمل صالح.
"وفي حديث سلمان" الفارسي: "فيشفع فيمَنْ كان في قلبه حبة" أي: مثال حبة "من حنطة, ثم شعيرة, ثم" حبة من "خردل, فذلك المقام المحمود".
"وفي رواية أبي سعيد" الخدري "عند مسلم" في حديث طويل: "ارجعوا, فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من خير" فأدخلوه الجنة برحمتي, والأمر للمؤمنين الذين خلصوا من الصراط ناجين, وطلبوا الشفاعة في العصاة, كما في سياق الحديث في مسلم.
"قال القاضي عياض: قيل معنى الخير: اليقين بالإيمان, وأما قوله في رواية أنس عند البخاري" ومسلم: "فأخرجهم من النار" وأدخلهم الجنة.
"فقال الداودي" أحمد بن نصر في شرح البخاري: "كأنَّ راوي هذا الحديث ركَّب شيئًا على غير أصله" أي: أدخل حديثًا في حديث, "وذلك أن في أول الحديث ذكر الشفاعة في الإراحة من كرب الموقف، وفي آخره ذكر الشفاعة في الإخراج من النار، يعني: وذلك إنما يكون بعد التحول من الموقف والمرور على الصراط, وسقوط من يسقط في تلك الحالة" وهي المرور على الصراط في النار، ثم تقع بعد ذلك الشفاعة في الإخراج" كما ثبت ذلك كله في أحاديث أخر, "وهو إشكال قويّ، وقد أجاب عنه النووي ومن قبله القاضي عياض" كلاهما في شرح مسلم، "بأنه قد وقع في حديث حذيفة وأبي هريرة" معًا عند

الصفحة 338