كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 12)
للمقاصصة بينهم, ثم يدخلون الجنة.
وقد قال النووي ومن قبله القاضي عياض: الشفاعات خمس:
الأولى: في الإراحة من هَوْل الموقف.
الثانية: في إدخال قوم الجنة بغير حساب.
الثالثة في إدخال قوم حوسبوا واستحقوا العذاب أن لا يعذَّبوا.
الرابعة: في إخراج من أدخل النار من العصاة.
الخامسة: في رفع الدرجات. انتهى.
فأما الأولى: وهي التي لإراحة الناس من هول الموقف، فيدل عليها حديث أبي هريرة وغيره المتقدم، وحديث أنس عند البخاري، ولفظه: قال صلى الله عليه وسلم: "يجمع الله الناس يوم القيامة فيقولون: لو استشفعنا إلى ربنا، حتى يريحنا من مكاننا، فيأتون آدم
__________
الأمر فيها، وقيل غير ذلك, "ثم يؤذن في نصب الصراط والمرور عليه, فيطفأ نور المنافقين فيسقطون" يقعون "في النار أيضًا، ويمر المؤمنون عليه إلى الجنة، فمن العصاة من يسقط, ويوقف بعض من نجا عند القنطرة" التي بعد الجواز على الصراط بين الجنة والنار "للمقاصصة بينهم، ثم يدخلون الجنة" برحمة الله.
"وقد قال النووي ومن قلبه القاضي عياض: الشفاعات خمس: الأولى: في الإراحة من هول الموقف" كربه وشدته, "الثانية: في إدخال قوم الجنة بغير حساب, الثالثة: في" منع "إدخال قوم حوسبوا واستحقوا العذاب أن لا يعذبوا" أي: أن لا يدخلوا النار كما عبَّر به عياض والنووي وتبعهما في الأنموذج, "الرابعة: في إخراج من أدخل النار من العصاة" قبل استيفاء ما يستحقه من المكث فيها, "الخامسة: في رفع الدرجات" في الجنة. "انتهى".
قال النووي: والختص به -صلى الله عليه وسلم- الأولى والثانية, وتجوز الثالثة والخامسة، وردَّه بعضهم بما صرَّحوا به أنَّ الخصائص لا تثبت بالاحتمال, "فأمَّا الأولى وهي التي لإراحة الناس من هول الموقف، فيدل عليها حيث أبي هريرة وغيره المتقدم، وحديث أنس عند البخاري" ومسلم, "ولفظه: قال -صلى الله عليه وسلم: "يجمع الله الناس يوم القيامة فيقولون" من الضجر والجزع مما هم فيه, "لو استشفعنا إلى ربنا".
وفي رواية للشيخين: "على ربنا" بعلى بدل إلى، ووجهت بأنه ضمّن على معنى الاستعانة؛ لأن الاستشفاع طلب الشفاعة, وهي انضمام الأدنى إلى الأعلى؛ ليستعين به على ما يرومه, "حتى يريحنا" بحاء مهملة من الإراحة، أي: يخلصنا من مكاننا هذا وأهواله، ولو هي المتضمنة للتمني والطلب, فلا تحتاج إلى جواب, أو جوابها محذوف, نحو: لكان خيرًا مما نحن فيه, "فيأتون