كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 12)
أمتي، يا رب أمتي، فيقال: يا محمد، أدخل من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن من أبواب الجنة" قال أبو حامد: والسبعون ألفًا الذين يدخلون الجنة بلا حساب، لا يرفع لهم ميزان ولا يأخذون صحفًا، وإنما هي براءة مكتوبة: لا إله إلا الله محمد رسول الله، هذه براءة فلان ابن فلان، قد غفر له وسعد سعادة لا شقاء بعدها أبدًا، فما مَرَّ عليه شيء أسَرَّ من ذلك المقام.
وأما الثالثة: وهي إدخال قوم حوسبوا أن لا يعذبوا، فيدل على ذلك قوله في حديث حذيفة عند مسلم: "ونبيكم على الصراط يقول: رب سلِّم سلِّم". وأما الرابعة: وهي في إخراج من أدخل النار من العصاة، فدلائلها كثيرة، وقد روى البخاري عن عمران بن حصين مرفوعًا: "يخرج قوم من النار بشفاعة محمد -صلى الله عليه وسلم, فيدخلون الجنة ويسمَّون الجهنميين".
__________
أمتي، فيقال: يا محمد أدخِلْ" بكسر الخاء "من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن من أبواب الجنة" وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب.
"قال أبو حامد" الغزالي: "والسبعون ألفًا الذين يدخلون الجنة بلا حساب لا يرفع لهم ميزان ولا يأخذون صحفًا" أي: أوراقًا مكتوبًا فيها أعمالهم, "وإنما هي" أي: صورة الصحف "براءة مكتوبة: لا إله إلا الله محمد رسول الله، هذه براءة فلان بن فلان, قد غفر له, وسعد سعادة لا شقاء بعدها أبدًا، فما مَرَّ عليه شيء أسرَّ من ذلك المقام" ويحتاج إلى ثبوت ذلك, "وأما الثالثة: وهي إدخال قوم حوسبوا" واستحقوا العذاب "أن لا يعذبوا" تقدَّم أن لفظ عياض وتابعه: أن لا يدخلون النار, "فيدل على ذلك قوله" صلى الله عليه وسلم- في حديث حذيفة" وأبي هريرة، جميعًا "عند مسلم: "ونبيكم" قائم "على الصراط يقول: رب سلِّم سلِّم" مرتين كما في مسلم، كلفظ قائم، فإسقاطه, وذكر سلّم مرة واحدة مع العزو لمسلم لا يليق، ولعل وجه دلالته أنَّ قوله ذلك على الصراط يستدعي طلب منع تعذيبهم بعد استحقاقهم للعذاب، أي: رب سلمهم من الوقوع في النار.
"وأمَّا الرابعة: وهي في إخراج من أدخل النار من العصاة, فدلائلها كثيرة، وقد روى البخاري" وأبو داود والترمذي وابن ماجه "عن عمران بن حصين مرفوعًا" عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "يخرج قوم من النار بشفاعة محمد -صلى الله عليه وسلم, فيدخلون الجنة ويسمّون" بفتح الميم المشددة "الجهنميين" , وللبخاري عن أنس مرفوعًا: "يخرج من النار قوم بعدما احترقوا, فيدخلون الجنة فيسميهم أهل الجنة الجهنميين"، زاد في حديث أبي سعيد عند الطبراني: "من أجل سواد في