كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 12)

وأمَّا الخامسة: وهي في رفع الدرجات، فقال النووي "في الروضة": إنها من خصائصه -صلى الله عليه وسلم, ولم يذكر لذلك مستندًا, فالله أعلم.
وقد ذكر القاضي عياض شفاعة سادسة، وهي شفاعته -صلى الله عليه وسلم- لعمه أبي طالب في تخفيف العذاب, لما ثبت في الصحيح أنَّ العباس قال لرسول الله -صلى الله عليه وسلم: إن أبا طالب كان يحوطك وينصرك ويغضب لك، فهل نفعه ذلك؟ قال: "نعم، وجدته في غمرات من النار, فأخرجته إلى ضحضاح" , وفي الصحيح أيضًا من طريق أبي سعيد, أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: "لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة, فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه".
__________
وجوههم، فيقولون: يا ربنا أذهب عنَّا هذا الاسم، فيأمرهم فيغتسلون من نهر في الجنة، فيذهب ذلك الاسم عنهم.
"وأمَّا الخامسة: وهي في رفع الدرجات، فقال النووي في الروضة: إنها من خصائصه -صلى الله عليه وسلم, ولم يذكر لذلك مستندًا" أي: دليلًا, فالله أعلم" بذلك.
"وقد ذكر القاضي عياض شفاعة سادسة, وهي شفاعته -صلى الله عليه وسلم- لعمه أبي طالب في تخفيف العذاب" عنه؛ "لما ثبت في الصحيح" للبخاري ومسلم، "أنَّ العباس قال لرسول الله -صلى الله عليه وسلم: إن أبا طالب كان يحوطك -بضم الحاء المهملة من الحياطة وهي المراعاة- وفي رواية: يحفظك, "وينصرك" يعينك على ما تريد فعله, "ويغضب لك" أي: لأجلك, إشارةً إلى ما كان يرد به عنه من القول والفعل, "فهل نفعه ذلك؟ قال: "نعم, وجدته في غمرات من النار، فأخرجته إلى ضحضاح" بضادين معجمتين مفتوحتين وحاءين مهملتين أولاهما ساكنة, وأصله الماء الذي يبلغ الكعب، ويقال أيضًا لما قرب من الماء وهو ضد الغمر، والمعنى: إنه خفف عنه العذاب كما في الفح وغيره، وصريح هذا الحديث: إنه خفف عنه عذاب القبر في الدنيا, ويوم القيامة يكون في ضحضاح أيضًا كما في الحديث الآخر، وهو "وفي الصحيح" للبخاري ومسلم "أيضًا من طريق أبي سعيد" الخدري, أنه -صلى الله عليه وسلم- قال" وذكر عنده عمه أبو طالب "لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة، فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه يغلي" بفتح أوله وسكون المعجمة وكسر اللام "منه دماغه".
وفي رواية أم دماغه، أي: رأسه, من تسمية الشيء بما يقاربه ويجاروه، وصرح العلماء بأن الرجاء من الله ومن نبيه للوقوع، بل قال في النور عن بعض شيوخه، إذا وردت عن الله ورسله وأوليائه معناها التحقيق، ولا يشكل هذا بقوله تعالى: {فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ} ؛ لأنه خص

الصفحة 344