كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 12)
وزاد بعضهم سابعة: وهي الشفاعة لأهل المدينة، لحديث سعد، رفعه: "لا يثبت أحد على لأوائها إلا كنت له شهيدًا أو شفيعًا يوم القيامة".
وتعقبه الحافظ ابن حجر: بأن متعلقها لا يخرج عن واحد من الخمس الأول، وبأنه لو عدَّ مثل ذلك لعد حديث عبد الملك بن عباد: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "أول من أشفع له أهل المدينة, ثم أهل مكة, ثم أهل الطائف". رواه البزار، وأخرى: لمن زار قبره الشريف، وأخرى: لمن أجاب المؤذن ثم صلى عليه -صلى الله عليه وسلم،
__________
من عموم الآية لصحة الحديث.
قاله البيهقي: ولذا عدّ في الخصائص النبوية، أو لأنَّ المنفعة الإخراج من النار، وفي الحديث بالتخفيف قاله القرطبي، وقيل غير ذلك كما مَرَّ في وفاة أبي طالب مع شرح الحديثين مبسوطًا.
"وزاد بعضهم سابعة: وهي الشفاعة لأهل المدينة لحديث سعد" بسكون العين ابن أبي وقاص، وحديث أبي سعيد سعد بن مالك الخدري "رفعه: "لا يثبت" المتقدم- لا يصبر "أحد على لأوائها" شدتها وجوعها, "إلا كنت له شهيدًا أو شفيعًا يوم القيامة" تقدَّم مشروحًا في فضل المدينة.
"وتعقَّبه الحافظ ابن حجر بأن متعلقها بفتح اللام المشددة، أي: الشفاعة "لا يخرج عن واحد من الخمس الأُوَل" فليست بزائدة, وبأنه لو عُدَّ مثل ذلك لعُدَّ حديث عبد الملك بن عباد" بن جعفر المخزومي.
ذكره ابن شاهين وغيره في الصحابة، وقال في البخاري في تاريخه: سمع النبي -صلى الله عليه وسلم, وذكره ابن حبان في التابعين، وقال: من زعم أن له صحبة فقد وهم، قال الحافظ: فماذا يصنع بقوله: "سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "أول م أشفع له أهل المدينة, ثم أهل مكة, ثم أهل الطائف" رواه البزار" في مسنده, وابن شاهين, وأخرجه الزبير بن بكار من طريق أخرى عن محمد بن عباد بن جعفر, عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلًا، فإن كان عبد الملك أخا محمد حكمنا بأن قوله: سمعت وهم من بعض رواته؛ لأن والدهما عبادًا لا صحبة له. انتهى.
وكان هذا من إرخاء العنان لابن حبان، وإلّا فمعلوم تقديم رواية الوصل على الإرسال, وتقديم من أثبت الصحبة، لا سيما البخاري على من نفاها بلا دليل؛ إذ المثبت تمسك بقوله: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم, وأخرى: لمن زار قبره الشريف" للحديث السابق: "من زار قبري وجبت له شفاعتي" , "وأخرى: لمن أجاب المؤذّن ثم صلى عليه -صلى الله عليه وسلم, ثم سأل له الوسيلة، قال: "فمن سأل الله لي الوسيلة حَلَّت عليه الشفاعة" كما في مسلم وغيره، وتقدَّم في مقصد المحبة, وأخرى في