كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 12)

وأخرى في التجاوز عن تقصير الصلحاء. لكن قال الحافظ ابن حجر: إنها مندرجة في الخامسة.
وزاد القرطبي: إنه أوَّل شافع في دخول أمته الجنة قبل الناس، [ويدل له ما رواه.....] .
وزاد في فتح الباري أخرى: فيمَنْ استوت حسناته وسيئاته أن يدخل الجنة، لما أخرجه الطبراني، عن ابن عباس قال: السابق بالخيرات يدخل الجنة بغير حساب, والمقتصد يرحمه الله، والظالم لنفسه وأصحاب الأعراف يدخلون بشفاعته -صلى الله عليه وسلم.
وأرجح الأقوال في أصحاب الأعراف أنَّهم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم.
__________
التجاوز عن تقصير الصلحاء، لكن قال الحافظ ابن حجر" العسقلاني: "إنها مندرجة" أي: داخلة "في الخامسة" التي هي رفع الدرجات, فليست بزائدة, "وزاد القرطبي: إنه أوَّل شافع في دخول أمته الجنة قبل الناس, ويدل عليه ما رواه".
وزاد في فتح الباري أخرى: فيمن استوت حسناته وسيئاته أن يدخل الجنة, لما رواه الطبراني عن ابن عباس" عن النبي -صلى الله عليه وسلم: "شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي" "قال" ابن عباس عقبه، موقوفًا عليه، "السابق بالخيرات", وهو الذي يضمّ إلى العمل بالكتاب التعليم والإرشاد إلى العمل به "يدخل الجنة بغير حساب, والمقتصد" الذي يعمل بالكتاب في غالب الأوقات يرحمه الله, والظالم لنفسه" بالتقصير بالعمل به, "وأصحاب الأعراف يدخلون الجنة بشفاعته -صلى الله عليه وسلم, وأرجح الأقوال" الاثنى عشر "في أصحاب الأعراف" سور بين الجنة والنار، وقيل: جبل أحد يوضع هناك كما في التذكرة "أنهم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم".
وأخرج ابن مردويه وأبو الشيخ عن جابر: سئل -صلى الله عليه وسلم- عَمَّن استوت حسناته وسيئاته فقال: "أولئك أصحاب الأعراف, لم يدخلوها وهم يطمعون"، وأخرج البيهقي عن حذيفة رفعه: "يجمع الناس يوم القيامة، فيؤمر بأهل الجنة إلى الجنة, ويؤمر بأهل النار إلى النار، ثم يقال لأصحاب الأعراف: ما تنتظرون؟ قاوا: ننتظر أمرك, فيقال لهم: إن حسناتكم تجاوزت بكم النار أن تدخلوها, وحالت بينكم وبين الجنة خطاياكم، فادخلوا بمغفرتي ورحمتي"، فهذا نص المصطفى، ولذا رجَّحه القرطبي وقال: القول الثاني: قوم صالحون فقهاء علماء، والثالث: الشهداء, والرابع، فضلاء المؤمنين، والشهداء فرغوا من شغل أنفسهم وتفرَّغوا لمطالعة أحوال الناس، والخامس: قوم خرجوا للجهاد عصاة بغير إذن آبائهم، فتعادل عقوقهم واستشهادهم، وردَّ به حديث السادس:

الصفحة 346