كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 12)

من الله تعالى عليه، فيقول الله تعالى لأصغر نعمة -أحسبه قال: من ديوان النعم: خذي بثمنك من عمله الصالح، فتستوعب عمله الصالح, وتقول: وعزتك ما استوفيت، وتبقى الذنوب والنعم، وقد ذهب العمل الصالح, فإذا أراد الله أن يرحم عبدًا، قال: يا عبدي، قد ضاعفت لك حسناتك، وتجاوزت عن سيئاتك -أحسبه قال: ووهبت لك نعمي".
وروى الإمام أحمد بسند حسن عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "ليختصمنَّ كل شيء يوم القيامة، حتى الشاتان فيما انتطحتا".
وعن أنس: بينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جالس؛ إذ رأيناه ضحك حتى بدت ثناياه،
__________
وديوان فيه النعم من الله عليه، فيقول الله لأصغر نعمه -أحسبه" أي: أظنه "قال: من ديوان النعم" يعني أنه تحقق أنه قال لأصغر نعمه دون قوله من ديوان النعم, فلم يتحققه، وإنما ظنّه "خذي بثمنك من عمله الصالح, فتستوعب" تلك النعمة "عمله الصالح" كله, "وتقول: وعزتك ما استوفيت" ثمني, "وتبقى الذنوب والنعم".
"وقد ذهب العمل الصالح" جملة حالية, "فإذا أراد الله أن يرحم عبدًا قال: يا عبدي, قد ضاعفت لك حسناتك" الحسنة بعشرة, إلى أكثر مما شاء الله, "وتجاوزت عن سيئاتك، أحسبه" أظنه "قال: ووهبت لك نعمي" وللطبراني عن واثلة رفعه: "يبعث الله يوم القيامة عبدًا لا ذنب ل، فيقول الله، بأي الأمرين أحبّ إليك, أن أجزيك بعملك أو بنعمتي عليك، قال: رب أنت تعلم أنِّي لم أعصك، قال: خذوا عبدي بنعمة من نعمي، فما تبقى له حسنة إلّا استغرقتها تلك النعمة, فيقول: رب بنعمتك ورحمتك".
"وروى الإمام أحمد بسند حسن عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "ليختصمنَّ كل شيء" من الأشياء التي وقع فيها ما يوجب الخصومة "يوم القيامة, حتى الشاتان فيما" أي: في أي شيء "انتطحتا" عدلًا من الحكم العدل, ثم تكون البهائم كلها ترابًا، ولأحمد عن أبي هريرة قال: "يحشر الخلق كلهم يوم القيامة: البهائم والدواب والطير, فيبلغ من عدل الله أن يأخذ للجماء من القرناء، ثم يقول: كونا ترابًا، فذلك حين يقول الكافر: يا ليتني كنت ترابًا" ولأحمد في الزهد عن أبي عمران الجوني، قال: حدِّثت أنَّ البهائم إذا رأت بني آدم قد تصدعوا من بين يدي الله صنفين, صنفًا إلى الجنة وصنفًا إلى النار, تناديهم البهائم: يا بني آدم، الحمد لله الذي لم يجعلنا اليوم مثلكم, لا جنة نرجوا ولا عقابًا نخاف".
وعن أنس: بينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جالس؛ إذ رأيناه ضحك حتى بدت" ظهرت "ثناياه

الصفحة 353