كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 12)
[الشعراء: 105] والمراد رسول واحد، وهذا هو المعتمد، وعليه الأكثرون.
واختلف في كيفية وضع الميزان، والذي جاء في أكثر الأخبار، أنَّ الجنة توضع عن يمين العرش، والنار عن يسار العرش، ثم يؤتى بالميزان، فينصب بين يدي الله تعالى، فتوضع كفة الحسنات مقابل الجنة، وكفة السيئات مقابل النار. ذكره الحكيم الترمذي في "نواد الأصول".
واختلف أيضًا في الموزون نفسه, فقال بعضهم: توزن الأعمال نفسها, وهي وإن كانت أعراضًا إلّا أنها تجسَّم يوم القيامة فتوزن، وقال بعضهم: الموزون صحائف الأعمال، ويدل له حديث البطاقة المشهرة، وقد رواه الترمذي، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، يرفعه بلفظ: "إن الله يستخلص رجلًا من أمتي على رءوس الخلائق يوم القيامة، فينشر عليه تسعة وتسعين سجلًا، كل سجل منها مثل مد البصر، ثم يقول: أتنكر من هذا شيئًا؟ أظلمك كتبتي الحافظون؟
__________
عليه السلام, "وهذا هو المعتمد وعليه الأكثرون" وقيل: الجمع باعتبار العباد وأنواع الموزونات.
"واختلف في كيفية وضع الميزان: والذي جاء في أكثر الأخبار أن الجنة توضع عن يمين العرش, والنار عن يسار العرش، ثم يؤتَى بالميزان" مذكّر, وأصله الواو, لجمعه على موازين "فينصب بين يدي الله تعالى، فتوضع كفة الحسنات مقابل الجنة, وكفة السيئات مقابل النار" بتثليث كاف كفة، كما ذكره صاحب القاموس في كتابه المثلثات.
"ذكره الحكيم الترمذي" محمد بن علي "في نوادر الأصول" اسم كتاب له, "واختلف أيضًا في الموزون نفسه، فقال بعضهم: توزن الأعمال نفسها، وهي وإن كانت أعراضًا" والعرض لا يقوم بنفسه ولا يوصف بخفة ولا ثقل, "إلّا أنها تجسَّم يوم القيامة فتوزن" كما جاء عن ابن عباس, ولا يلزم من ذلك محال لذاته, وإن عجزت عقولنا عن إدراكه, فنكل علمه إلى الله ولا نشتغل بكيفيته, "وقيل: الموزون صحائف الأعمال" وصحَّحه ابن عبد البر والقرطبي, "ويدل له حديث البطاقة المشهور".
"وقد رواه الترمذي" وقال: حسن غريب، وابن ماجه وابن حبان والحاكم.
وصححه البيهقي "من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، يرفعه بلفظ: "إن الله يستخلص رجلًا" وفي رواية ابن ماجه: "يصاح برجل من أمتي على رءوس الخلائق يوم القيامة, فينشر عليه تسعة وتسعين سجلًا" مائة إلًا واحدًا, "كل سجل منها مثل مد البصر، ثم يقول: أتنكر من هذا شيئًا، أظلمك كتبتي الحافظون؟ فيقول: لا يا رب، فيقول: أفلك