كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 12)
فيقول: لا، يا رب، فيقول: أفلك عذر؟ فيقول: لا يا رب، فيقول: بلى، إن لك عندنا حسنة، وإنه لا ظلم عليك اليوم، فيخرج بطاقة فيها: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله، فيقول: احضر وزنك، فيقول: يا رب، ما هذه البطاقة مع هذه السجلات، فقال: إنك لا تظلم، قال: فتوضع السجلات في كفة, والبطاقة في كفة، قال: فطاشت السجلات وثقلت البطاقة، فلا يثقل مع اسم الله شيء".
فإن قلت: إن من شأن الميزان أن يوضع في كفته شيء وفي الأخرى ضده، فتوضع الحسنات في كفة والسيئات في كفة، والذي يقابل شهادة التوحيد الكفر، ويستحيل أن يأتي عبد واحد بالكفر والإيمان معًا حتى يوضع الإيمان في كفة والكفر في أخرى.
أجاب الترمذي الحكيم: بأنه ليس المراد وضع شهادة التوحيد في كفة الميزان، وإنما المراد وضع الحسنة المترتبة على النطق بهذه الكلمة مع سائر
__________
عذر" في فعل ذلك؟ "فيقول: لا يارب" لفظ الحديث عند المذكورين، فيقول: "أفلك عذر أو حسنة؟ فيهاب الرجل, فيقول: لا يارب" , "فيقول: بلى. إن لك عندنا حسنة" فهذا جواب لقوله: أو حسنة، الساقط من قلم المصنف أو كتابه، "وأنه لا ظلم عليك اليوم, فيخرج بطاقة" رقعة صغيرة مكتوبًا "فيها: أشهد أن لا إله إلا الله, وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، فيقول: احضر وزنك, فيقول: يا رب, ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فقال: إنك لا تظلم, قال: فتوضع السجلات في كفة, والبطاقة في كفة، فطاشت" خفت "السجلات, وثقلت البطاقة, فلا يثقل مع اسم الله شيء"؛ إذ لا شيء يعدله، وقيل: يوزن العبد مع عمله، ويؤيده حديث أحمد بسند حسن عن ابن عمرو بن العاص، مرفوعًا: "توضع الموزاين يوم القيامة، فيؤتى الرجل فيوضع في كفة, ويوضع ما أحصي عليه, فيتمايل به الميزان, فيبعث به إلى النار، فإذا أدبر به إذا صائح يصيح من عند الرحمن: لا تعجلوا لا تعجلوا، فإنه قد بقي له، فيؤتى ببطاقة فيها: لا إله إلا الله, فتوضع مع الرجل في كفة حتى يميل به الميزان" "فإن قلت: إن من شأن الميزان أن يوضع في كفته شيء, وفي الأخرى ضده، فتوضع الحسنات في كفة, والسيئات في كفة، والذي يقابل شهادة التوحيد الكفر، ويستحيل أن يأتي عبد واحد بالكفر والإيمان معًا, حتى يوضع الإيمان في كفة، والكفر في كفة" إن الضدان لا يجتمعان, قلت: "أجاب الترمذي الحكيم بأنه ليس المراد وضع شهادة التوحيد في كفة الميزان" حتى يجتمع الضدان "وإنما المراد وضع الحسنة المترتبة على النطق بهذه الكلمة مع سائر الحسنات، ويدل لما قاله قوله: "بلى إن