كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 12)

وفي الخبر: إذا خفَّت حسنات المؤمن, أخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بطاقة كالأنملة, فيلقيها في كفة الميزان التي فيها الحسنات, فترجح الحسنات، فيقول ذلك العبد المؤمن للنبي -صلى الله عليه وسلم: بأبي أنت وأمي, ما أحسن وجهك, وما أحسن خلقك، فمن أنت؟ فيقول: أنا نبيك محمد، وهذه صلاتك علي, وقد وفَّيتك إياها أحوج ما تكون إليها. ذكره القشيري في تفسيره.
وذكر الغزالي أنه يؤتى برجل يوم القيامة، فما يجد حسنة يرجح بها ميزانه، وقد اعتدلت بالسوية، فيقول الله له -رحمة منه: اذهب في الناس فالتمس من
__________
وانكسار, وعلم بأني صائر إلى ذلك, وأن لذات الدنيا التي حصلت لي لا شيء.
"وفي الخبر: إذا خفَّت حسنات المؤمن, أخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم" من حجزته "بطاقة" بيضاء "كالأنملة, فيليقها في كفة الميزان التي فيها حسناته، فترجح الحسنات, فيقول ذلك العبد" بعد أن يؤمر به إلى الجنة, "للنبي -صلى الله عليه وسلم: بأبي أنت وأمي, ما أحسن وجهك, وما أحسن خلقك, فمن أنت؟ فيقول: أنا نبيك محمد, وهذه صلاتك عليّ, وقد وفَّيتك إياها أحوج ما تكون إليها. ذكره القشيري في تفسيره".
وأخرجه ابن أبي الدنيا مطولًا عن عبد الله بن عمر، وقال: إن لآدم من الله -عز وجل- موقفًا في فسح من العرش, عليه ثوبان أخضران كأنه نخلة سحوق, ينظر إلى من ينطلق به من ولده إلى الجنة والنار، فبينما آدم على ذلك؛ إذ نظر إلى رجل من أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- ينطلق به إلى النار، فينادي آدم: يا أحمد, يا أحمد، فيقول: لبيك يا أبا البشر، فيقول: هذا رجل من أمتك منطلق به إلى النار، فأشد لمئزر وأسرع في أثر الملائكة وأقول: "يا رسل ربي قفوا، فيقولون: نحن الغلاظ الشداد لا نعصي الله ما أمرنا, ونفعل ما نؤمر"، فإذا أيس -صلى الله عليه وسلم- قبض على لحيته بيده اليسرى واستقبل العرش بوجهه، فيقول: "رب قد وعدتني أن لا تخزيني في أمتي"، فيأتي النداء من عند العرش: أطيعوا محمدًا وردّوا هذا العبد إلى المقام، "فأخرج من حجزتي بطاقة بيضاء كالأنملة, فألقيها في كفة الميزان اليمنى, وأنا أقول: بسم الله، فترجح الحسنات على السيئات, فينادي: سعد وسعد جده, وثقلت موازينه، انطلقوا به إلى الجنة، فيقول: يا رسل ربي, قفوا حتى أسأل هذا العبد الكريم على ربه، فيقول: بأبي أنت وأمي, ما أحسن وجهك, وأحسن خلقك, من أنت؟ فقد أقلتني عثرتي ورحمت عبرتي؟ فأقول: أنا نبيك محمد, وهذه صلاتك التي كنت تصلي عليّ وافتك أحوج ما تكون إليها".
"وذكر الغزالي أنه يؤتى برجل يوم القيامة, فما يجد حسنة ترجح بها ميزانه وقد اعتدلت بالسوية" لتساوي حسناتهه وسيئاته, "فيقول الله تعالى له -رحمة منه: اذهب في الناس

الصفحة 360