كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 12)
يعطيك حسنة أدخلك بها الجنة، فما يجد أحدًا يكلمه في ذلك الأمر إلّا قال له: أنا أحوج لذلك منك فييأس، فيقول له رجل: لقد لقيت الله, فما وجدت في صحيفتي إلّا حسنة واحدة، وما أظنّها تغني عني شيئًا، خذها هبة مني، فينطلق بها فرحًا مسرورًا، فيقول الله له: ما بالك؟ وهو أعلم, فيقول: يا رب, اتفق لي من أمري كيت وكيت، قال: فينادي الله تعالى بصاحبه الذي وهب له الحسنة فيقول له تعالى: كرمي أوسع من كرمك، خذ بيد أخيك وانطلقا إلى الجنة.
وكذا تستوي كفتا الميزان لرجل، فيقول الله تعالى له: لست من أهل الجنة ولا من أهل النار، فيأتي الملك بصحيفة فيضعها في كفة الميزان, فيها مكتوب "أفّ" فترجح على الحسنات؛ لأنها كلمة عقوق، فيؤمر به إلى النار، قال: فيطلب الرجل أن يُرَدَّ إلى الله تعالى، فيقول الله تعالى: ردوه، فيقول له: أيها العبد العاق, لأي شيء تطلب الرد إليّ؟ فيقول: إلهي، إني سائر إلى النار وكنت عاقًّا لأبي, وهو سائر إلى النار مثلي، فضعّف عليَّ عذابه وأنقذه منها، قال: فيضحك الله تعالى, ويقول: عققته في الدنيا وبررته في الآخرة، خذ بيد أبيك وانطلقا إلى الجنة.
__________
فالتمس من يعطيك حسنة أدخلك -بضم اللام- صفة لحسنة "بها الجنة، فما يجد أحدًا يكلمه في ذلك الأمر إلّا قال له: أنا أحوج لذلك منك، فييأس فيقول له رجل: لقد لقيت الله, فما وجدت في صحيفتي إلّا حسنة واحدة, وما أظنها تغني عني شيئًا، خذها هبة مني، فينطلق بها فرحًا مسرورًا, فيقول الله: ما بالك؟ " شأنك وحالك, "وهو أعلم, فيقول: يا رب, اتفق لي من أمري كيت وكيت" أي: كذا وكذا -بفتح التاء الفوقية فيهما وقد تكسر- وهي هاء في الأصل, فصارت تاء في الوصل, "قال: فينادي الله تعالى بصاحبه الذي وهبه الحسنة، فيقول له تعالى: كرمي أوسع من كرمك, خذ بيد أخيك وانطلقا إلى الجنة، وكذا تستوي كفتا الميزان لرجل, فيقول الله تعالى له: لست من أهل الجنة ولا من أهل النار، فيأتي الملك بصحيفة فيضعها في كفة الميزان, فيها مكتوب أف, فترجح على الحسنات؛ لأنها كلمة عقوق, فيؤمر به إلى النار".
"قال: فيطلب الرجل أن يردَّ إلى الله تعالى, فيقول الله تعالى: ردوه، فيقول له: أيها العبد العاق, لأي شيء تطلب الرد إليّ؟ فيقول: إلهي, إني سائر إلى النار، وكنت عاقًّا لأبي, وهو سائر إلى النار مثلي, فضعِّف عليَّ عذابه" أي: أبيه.
وفي نسخة: عذابي, "وأنقذه منها، قال: فيضحك الله تعالى" يرضى عنهما جميعًا, "ويقول: عققته في الدنيا وبررته" بكسر الراء الأولى وإسكان الثانية بزنة علمته "في الآخرة،