كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 12)

وذكر الحافظ أبو نعيم عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من قضى لأخيه المؤمن حاجة كنت واقفًا عند ميزانه، فإن رجحت وإلّا شفعت له".
وقال بعض أهل العلم، فيما حكاه القرطبي في "التذكرة": ولن يجوز أحد على الصراط حتى يسأل على سبع قناطر، فأمَّا القنطرة الأولى: فيسأل عن الإيمان بالله، وهو شهادة أن لا إله إلا الله، فإن جاء بها مخلصًا جاز، ثم يسأل في القنطرة الثانية عن الصلاة، فإن جاء بها تامَّة جاز، ثم يسأل في القنطرة الثالثة عن صوم شهر رمضان، فإن جاء به تامَّة جاز، ثم يسأل في القنطرة الرابعة عن الزكاة، فإن جاء بها تامَّة جاز، ثم يسأل في القنطرة الخامسة عن الحجِّ والعمرة، فإن جاء بهما تأمَّين جاز، ثم يسأل في السادسة عن الغسل والوضوء، فإن جاء بهما تامَّين جاز، ثم يسأل في السابعة، وليس في القناطر أصعب منها، فيسأل عن ظلامات الناس.
__________
توزن كلها، ومن أصرحها ما رواه أحمد في الزهد, عن ابن مسعود أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نزل عليه جبريل وعنده رجل يبكي، فقال: من هذا؟ قال: فلان، قال جبريل: إنا نزن أعمال بني آدم كلها إلّا البكاء, فإن الله يطفيء بالدمعة بحورًا من نيران جهنم، وللبيهقي مرفوعًا: "ما من شيء إلّا له مقدار وميزان إلّا الدمعة، فإنه يطفأ بها بحار من النار".
"وذكر" أي: روى الحافظ أبو نعيم عن نافع عن ابن عمر, أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من قضى لأخيه" في الدين "المؤمن حاجة" أي حاجة كانت, "كنت واقفًا عند ميزانه، فإن رجحت وإلّا شفعت له" فترجح ميزانه فينجو من النار.
"وقال بعض أهل العلم فيما حكاه القرطبي في التذكرة: ولن يجوز أحد" من هذه الأمة وغيرها "على الصراط, حتى يسأل على سبع قناطر, فأمَّا القنطرة الأولى: فيسأل عن الإيمان بالله, وهي شهادة أن لا إله إلا الله، فإن جاء بها مخلصًا" عن الشك والشرك, "جاز" على الصراط، وإلّا وقع في النار, "ثم يسأل في القنطرة الثانية عن الصلاة، فإن جاء بها تامَّة جاز، ثم يسأل في القنطرة الثالثة عن صوم شهر رمضان فإن جاء به تامًّا جاز، ثم يسأل في القنطرة الرابعة عن الزكاة، فإن جاء بها تامَّة جاز، ثم يسأل في القنطرة الخامسة عن الحج والعمرة، فإن جاء بهما تامَّين جاز، ثم يسأل في السادسة.
وفي نسخة: ثم إلى القنطرة السادسة, فيسأل عن الغسل والوضوء, فإن جاء بهما تأمَّين جاز، ثم يسأل في السابعة, وليس في القناطر أصعب منها" لعل المراد بعد الأولى التي هي الإيمان, فيسأله عن ظلامات الناس".

الصفحة 363