كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 12)

"السير إلّا زحفًا، قال: وفي حافظتي الصراط كلاليب معلقة مأمورة بأخذ من أمرت به, فمخدوش ناجٍ ومكردَس في النار".
وهذه الكلاليب هي الشهوات المشار إليها في الحديث "حفَّت النار بالشهوات" فالشهوات موضوعة على جوانبها، فمن اقتحم الشهوة سقط في النار. قاله ابن العربي.
ويؤخذ من قوله: "فمخدوش" إلخ, أنَّ المارِّين على الصراط ثلاثة أصناف: ناج بلا خدش، وهالك من أول وهلة, ومتوسط بينهما مصاب ثم ينجو.
__________
قال: "وفي حافتيّ" بخفة الفاء جانبي "الصراط كلاليب" وهي المسمَّاة في بعض الروايات خطاطيف "معلقة, مأمورة بأخذ من أمرت به, فمخدوش" بفتح الميم وسكون الخاء المعجمة فدال مهملة فواو ساكنة فشين معجمة، وخدش الجلد قشره بعود ونحوه, "ناجٍ" بنون وجيم من النار, "ومكردس في النار" بضم الميم وفتح الكاف وسكون الراء وفتح الدال المهملة فسين مهملة المكسور الظهر من الكردوس وهو فقار الظهر، ويحتمل أنّه بمعنى المكدوس.
يقال: كردس الرجل، قاله المصنف على مسلم، وفي حديث أبي سعيد في الصحيحين: "فناجٍ مسلم, ومخدوش, ومكدوس في جهنم, حتى يمر أحدهم فيسحب سحبًا"، قال الحافظ: اختلف في ضبط مكدوس، ففي مسلم بمهملة، أي: الراكب بعضه على بعض، وقيل: بمعنى مكردس.
ورواه بعضهم ومعناه: السوق الشديد، والمراد أنه يلقى في قعر جهنم. انتهى.
وبقية حديث مسلم: والذي نفس أبي هريرة بيده, إن قعر جهنم لسبعين خريفًا, "وهذه الكلاليب هي الشهوات المشار إليها في الحديث و" هو "حفت" وفي رواية: حجبت "النار بالشهوات" فالشهوات موضوعة على جوانبها، فمن اقتحم الشهوة سقط في النار"؛ لأنها خطاطيفها, "قاله ابن العربي" أبو بكر "ويؤخذ من قوله: فمخدوش إلى آخره, أنَّ المارين على الصراط ثلاثة أصناف: ناجٍ بلا خدش" هذا لا يؤخذ منه كما هو ظاهر، وإنما يؤخذ من حديث أبي سعيد من قوله: "فناج مسلّم" بشد اللام، أي: لا يصيبه مكروه أصلًا. نعم يؤخذ مما تركه من حديث أبي هريرة وحذيفة وهو: "وترسل الأمانة والرحم فيقومان جنبتي الصراط يمينًا وشمالًا، فيمر أولكم كالبرق، ثم كمر الريح، ثم كمر الطير, وشد الرحال تجري بهم أعمالهم, ونبيكم قائم على الصراط...." إلخ.
"وهالك من أوله وهلة" من قوله: "ومكردس في النار" , "ومتوسط بينهما مصاب ثم ينجو" يؤخذ من قوله: "مخدوش ناج"، ومن حديث أبي هريرة الذي قبله من قوله: "ومنهم من يخردل، ثم

الصفحة 366