كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 12)
قدميه، يحبو على وجهه ويديه ورجليه، تجرّ يد وتعلق يد، وتجر رجل وتعلق رجل، وتصيب جوانبه النار، فلا يزال كذلك حتى يخلص، فإذا خلص وقف عليها وقال: الحمد لله الذي أعطاني ما لم يعط أحدًا؛ إذ نجاني منها بعد أن رأيتها". الحديث. رواه ابن أبي الدنيا والطبراني.
وروى مسلم: قال أبو سعيد: بلغني أنَّ الصراط أحدّ من السيف وأرقّ من الشعرة. وفي رواية ابن منده من هذا الوجه, قال سعيد بن أبي هلال, ووصله البيهقي عن أنس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مجزومًا به, وفي سنده لين.
__________
الذي يعطى نوره على ظهر قدميه، يحبو" يمشي "على وجهه ويديه ورجليه, تجر يد وتعلق يد, وتجر رجل وتعلق رجل, وتصيب جوانبه النار، فلا يزال كذلك حتى يخلص" من النار "فإذا خلص وقف عليها، وقال: الحمد لله الذي أعطاني ما لم يعط أحدًا؛ إذ نجاني منها بعد أن رأيتها...." الحديث.
"رواه ابن أبي الدنيا والطبراني" موقوفًا لفظًا مرفوعًا حكمًا؛ إذ لا دخل للرأي فيه, وروى مسلم: قال أبو سعيد الخدري: "بلغني أنَّ الصراط" لفظ مسلم: الجسر, فذكره المصنّف بالمعنى, "أحدّ من السيف, وأرقّ" بالراء "من الشعرة" بالإفراد، قاله المصنف, وذكر الحافظ البرهان الحلبي أنَّ الصراط شعرة من شعرة جفون ملك خازن النار، لكنه لم يذكر له مستندًا ولا من خرجه، فالله تعالى أعلم.
"وفي رواية ابن منده من هذا الوجه، قال سعيد بن أبي هلال" الليثي مولاهم المدني، ثم المصري, راوي أصل الحديث عن زيد بن أسلم, عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري: فجعل قائل: "بلغني" سعيد بن أبي هلال أبا سعيد, "ووصله البيهقي عن أنس، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مجزومًا به" بلفظ: على جهنم جسر مجسور أرقّ من الشعر وأحدّ من السيف.... الحديث.
ولابن منيع عن أبي هريرة رفعه: "الصراط كحدِّ السيف دحض مزلة ذا حسك وكلاليب"، وللطبراني والبيهقي بسند صحيح عن ابن مسعود، قال: "يوضع الصراط على سواء جهنم مثل حَدِّ السيف المرهف".
"ولابن المبارك" والبيهقي وابن أبي الدنيا "من مرسل عبيد بن عمير" أحد كبار التابعين،