كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 12)
على الصراط إلى الجنة.
وروى القرطبي عن ابن المبارك عن عبد الله بن سلام: إذا كان يوم القيامة, جمع الله الأنبياء نبيًّا نبيًّا, وأمَّة أمَّة، ويضرب الجسر على جهنم, وينادى: أين أحمد وأمته، فيقوم رسول الله -صلى الله عليه وسلم, وتتبعه أمته برها وفاجرها, حتى إذا كان على الصراط طمس الله أبصار أعدائه, فيتهافتون في النار يمينًا وشمالًا، ويمضي النبي -صلى الله عليه وسلم- والصالحون معه, فتتلقاهم الملائكة, فيدلونهم على الطريق: على يمينك على شمالك, حتى ينتهي إلى ربه، فيوضع له كرسيٍّ عن يمين العرش، ثم يتبعه عيسى -عليه السلام- على مثل سبيله, وتتبعه أمته برها وفاجرها، حتى إذا كانوا على الصراط طمس الله أبصار
__________
أي: تكفَّل "الله له بالروح" بالفتح- الراحة, "والرحمة, والجواز على الصراط إلى الجنة".
وهذا الحديث رواه سعيد بن منصور والطبراني والبزار وحسَّنه عن أبي الدرداء: "المساجد بيوت المتقين, وقد ضمن الله لمن كانت المساجد بيوتهم بالروح والراحة, والجواز على الصراط إلى رضوان الله...." الحديث.
وللطبراني وابن حبان عن عائشة, وابن عساكر عن ابن عمر، رفعاه: "من كان وصله لأخيه المسلم إلي ذي سلطان في تبليغ بر, أو تيسير عسير, أعانه الله على إجازة الصراط يوم القيامة عند دحض الأقدام" وفي الباب أحاديث وآثار في البدور.
"وروى القرطبي عن ابن المبارك" بسنده "عن عبد الله بن سلام" بالتخفيف- الإسرائيلي المبشر بالجنة، وقد رواه الحاكم وصحَّحه عنه، قال: "إذا كان يوم القيامة جمع الله الأنبياء نبيًّا نبيًّا " جمع الأمم "أمة أمة" ولفظ الحاكم: "يبعث الله الخليفة أمَّة أمَّة ونبيًّا نبيًّا, حتى يكون أحمد وأمته آخر الأمم مركزًا" , "ويضرب" وللحاكم: ثم يضرب "الجسر" بفتح الجيم وتكسر- "على جهنم, وينادى" بالبناء للمفعول، وللحاكم: ثم ينادي مناد: "أين أحمد وأمته، فيقوم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتتبعه أمته برها وفاجرها, حتى إذا كان على الصراط طمس الله" بفتح الميم، أي: محا "أبصار" أي: نور أبصار "أعدائه فيتهافتون" يتساقطون