كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 12)

رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "أنا أول من يأخذ بحلقة باب الجنة ولا فخر". وهو في مسند الفردوس, لكن من حديث ابن عباس.
وعن أبي سعيد قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وبيدي لواء الحمد يوم القيامة ولا فخر، وما من نبي آدم فمن سواه إلّا تحت لوائي، وأنا أوّل من تنشق عنه الأرض ولا فخر"، قال: "فيفزع الناس ثلاث فزعات، فيأتون آدم" فذكر الحديث إلى أن قال: "فيأتوني, فأنطلق معهم"، قال ابن
__________
روى عنه مالك ونحوه قبل التغير، وروى له الستة إلّا أنَّ البخاري إنما روى له حديثًا واحدًا مقرونًا بيحيى بن سعيد, وعلق له في مواضع, مات في خلافة المنصور, "عن زياد المهري" بفتح الميم وإسكان الهاء- نسبة إلى مهرة, قبيلة من قضاعة "عن أنس بن مالك قال: "قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "أنا أول من يأخذ بحلقة باب الجنة ولا فخر" بذلك، بل بمن أعطانيه "وهو في مسند الفردوس" للديلمي, "لكن من حديث ابن عباس" وقد رواه أحمد والترمذي عن أنس رفعه: "أنا أول من يأخذ بحلقة الباب فأقعقعها" ففي هذا كله: "أنا أول من يدخل الجنة" استشكل بالسبعين ألفًا الداخلين بغير حساب, إنهم يدخلون قبله، وبحديث رؤياه -صلى الله عليه وسلم- بلالًا سبقه في دخولها، وحديث المرأة التي تبادره في دخولها، وبقوله -صلى الله عليه وسلم: "أول من يقرع باب الجنة عبد أدَّى حق الله وحق مواليه". رواه البيهقي، وبإدريس: فإنه أدخل الجنة بعد موته, وهو فيها كما ورد، وأجيب بأن دخوله -صلى الله عليه وسلم- يتعدد، فالدخول الأوّل لا يتقدمه ولا يشاركه فيه أحد, ويتخلل بينه وبين ما بعده دخول غيره، وقد روى ابن منده في حديث، أنه كرر الدخول أربع مرات، وأمَّا إدريس فلا يرد؛ لأن المراد الدخول التام يوم القيامة, وإدريس يحضر الموقف للسؤال عن التبليغ، هذا أظهر الأجوبة, ويأتي بعضها.
"وعن أبي سعيد" الخدري قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "أنا سيد ولد آدم" وفي أولاده من هو أفضل منه, وذلك يستلزم سيادته على آدم يوم القيامة, "ولا فخر" لا عظمة, "وبيدي لواء الحمد يوم القيامة ولا فخر, وما من نبي آدم" بالرفع- بدل من محل نبي المجرور لفظًا بمن الزائدة, "فمن سواه إلّا تحت لوائي، وأنا أوّل من تنشق عنه الأرض ولا فخر" تقدَّم شرح هذا كله, قال: "فيفزع الناس ثلاث فزعات" من زفرات جهنم.
روى أبو نعيم عن كعب، قال: "إذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد، فنزلت الملائكة فصاروا صفًّا، فيقول الله لجبريل: أئت بجهنم فيأتي بها تقاد بسبعين ألف زمام حتى إذا كانت من الخلائق على قدر مائة عام زفرت زفرة طارت لها افئدة الخلائق,

الصفحة 378