كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 12)
جدعان: قال أنس: كأني أنظر إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "فآخذ بحلقة باب الجنة فأقعقها، فيقال: من هذا؟ فيقال: محمد، فيفتحون لي, ويرحبون بي, فيقولون: مرحبًا، فآخِرّ ساجدًا, فيلهمني الله من الثناء والحمد، فيقال: ارفع رأسك". الحديث. رواه الترمذي وقال: حسن.
وفي حديث سلمان: "فيأخذ بحلقة الباب وهي من ذهب، فيقرع الباب فيقال: من هذا؟ فيقول: محمد، فيفتح".
__________
ثم زفرت زفرة ثانية, فلا يبقى ملك مقرَّب ولا نبي مرسَل إلّا جثا لركبتيه، ثم تزفر الثالثة فتبلغ القلوب الحناجر وتذهب العقول" الحديث, "فيأتون آدم" فذكر الحديث في إتيانهم الأنبياء الخمسة, "إلى أن قال: "فيأتوني فأنطلق معهم".
"قال ابن جدعان" بضم الجيم وسكون الدال وعين مهملتين- عليّ بن زيد بن عبد الله بن زهير بن عبد الله بن جدعان القرشي التيمي، نزل البصرة وهو المعروف بعلي بن زيد بن جدعان, ينسب أبوه إلى جده الأعلى، ضعيف, مات سنة إحدى وثلاثين ومائة، وقيل: قبلها -كما في التقريب.
"قال أنس" بن مالك: " كأني انظر" حال تحديثي بذلك "إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم" إشارة إلى تحقق ما أخبر به, واستحضاره ونفي الشك عنه "قال:" أي قائلًا: "فآخذ بحلقة باب الجنة فأقعقها" أي: أدق عليها فتصوت، إلى هنا ما رواه عن أنس -كما أفاده السيوطي, ثم عاد إلى حديث أبي سعيد "فيقال: من هذا؟ فيقال: محمد" بالبناء للمفعول فيهما للعلم به, "فيفتحون لي" لا يعارضه ما مر أن الذي يفتح رضوان, الجواز أنه لما يقوم للفتح تبعه جنده؛ لأنهم في خدمته, وهو كالملك عليهم, "ويرحبون بي فيقولون" كلهم "مرحبًا" زيادة في تعظيم المصطفى؛ إذ رحبوا به أجمعون, "فأخِرّ ساجدًا فيلهمني الله من الثناء والحمد" ما لا أقدر عليه الآن, "فيقال: ارفع رأسك...." الحديث" تمامه: "وسل تعط، واشفع تشفع، وقل يسمع لقولك" وهو المقام المحمود الذي قال الله: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79] .
"رواه الترمذي وقال حسن", ورواه ابن خزيمة أيضًا, "وفي حديث سلمان الفارسي: "فيأخذ بحلقة الباب وهي من ذهب" يخالفه ما لأبي يعلى عن أنس، رفعه: "أقرع باب الجنة, فيفتح لي باب من ذهب وحلقة من فضة" ويمكن الجمع بأنَّ كونها من فضة حكم على المجموع، فلا ينافي أن حلقة منها ذهب, أو أنها لمجاورتها للذهب سمَّاها اسمه مجازًا, "فيقرع" يدق -صلى الله عليه وسلم "الباب، فيقال" أي: يقول الخازن "من هذا؟ فيقول" عليه السلام "محمد، فيفتح الباب".