كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 12)

يعلى، ورواته لا بأس بهم, قال المنذري: إسناده حسن إن شاء الله.
وقوله: "تبادرني" أي: لتدخل معي أو لتدخل في أثري، ويشهد له حديث: "أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا" وقال بأصبعيه السبابة والوسطى. رواه البخاري من حديث سهل بن سعد. قال ابن بطال، حق على من سمع هذا الحديث أن يعمل به؛ ليكون رفيق النبي -صلي الله عليه وسلم- في الجنة، ولا منزلة في الجنة أفضل من ذلك، انتهى. ويحتمل أن يكون المراد قرب المنزلة حالة دخوله الجنة كما في الحديث قبله.
__________
وفي نسخة: أو من أنت, "فتقول: أنا امرأة قعدت على يتامى" لي، وفي البدور: على أيتامي, لكنه قال: رواه أبو يعلى والأصفهاني، فلعله لفظه, ولفظ أبي يعلى ما للمصنف ولا خلف بينهما كما أشرت إليه.
وفي الفتح عازيًا لأبي يعلى وحده: أنا امرأة تأيمت, "ورواته لا بأس بهم" كما قال الحافظ, "وقال المنذري: إسناده حسن إن شاء الله، وقوله: "تبادرني"، أي: لتدخل معي أو تدخل في أثري، ثم إن كانت امرأة واحدة فلعلّها قامت بأيتامها على صفة لم تتفق لغيرها، فلا يرد أن كثيرًا من النساء كذلك, وإن كان المراد جنس امرأة قعدت على يتاماها وهو مقتضى سياق المنذري في الترغيب لهذا الحديث, وقضية الحديث التالي فلا إشكال, "ويشهد له حديث: "أنا وكافل اليتيم" أي: القيم بأمره ومصالحه هبة من ماله، أو من مال اليتيم.
زاد في رواية الموطأ: له أو لغيره، وللبزار عن أبي هريرة رفعه: "من كفل يتيمًا ذا قرابة أو لا قرابة له في الجنة هكذا" وقال: "أي: أشار بإصبعيه" بالتثنية السبابة والوسطى وفرج بينهما.
"رواه البخاري من حديث سهل بن سعد" أي: فرق بينهما منشورتين مفرجًا بينهما، أي: إن الكافل معه -صلى الله عليه وسلم- في الجنة, إلّا أن درجته لا تبلغ درجته، بل تقاربها, وظاهره أن المشير هو المصطفى، وفي الموطأ رواية يحيى بن بكير, وأشار النبي -صلى الله عليه وسلم- بالسبابة والوسطى وفي أكثر الموطآت: وأشار بإصبعيه بإبهام المشير وفي مسلم: وأشار مالك بالسبابة والوسطى.
"قال ابن بطال: حق على من سمع هذا الحديث أن يعمل به؛ ليكون رفيق النبي -صلى الله عليه وسلم- في الجنة, ولا منزلة في الجنة أفضل من ذلك. انتهى".
"ويحتمل أن يكون المراد: قرب المنزلة حاله دخوله الجنة -كما في الحديث قبله" كما قاله الحافظ وزاد: ويحتمل أن المراد مجموع الأمرين سرعة الدخول وعلوّ المنزلة.
وقد روى أبو داود عن عوف بن مالك رفعه: "أنا وامرأة سفعاء الخدين كهاتين يوم القيامة, امرأة ذات منصب وجمال حَبسَت نفسها على يتاماها حتى ماتوا أو بانوا" فهذا فيه قيد،

الصفحة 381