كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 12)
آدم على ربي ولا فخر، ويطوف عليَّ ألف خادم كأنهم اللؤلؤ المكنون" رواه الترمذي والبيهقي واللفظ له.
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "نحن الآخرون الأولون يوم القيامة، ونحن أوّل من يدخل الجنة" رواه مسلم.
وعنه أيضًا، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "نحن الآخرون الأوّلون يوم القيامة، نحن أول الناس دخولًا الجنة".
فهذه الأمة أسبق الأمم خروجًا من الأرض, وأسبقهم إلى أعلى مكان في الموقف، وأسبقهم إلى ظل العرش، وأسبقهم إلى فصل القضاء، وأسبقهم إلى الجواز على الصراط, وأسبقهم إلى دخول الجنة, وهي أكثر أهل الجنة.
__________
استظهر زيادة في كرامته في اليوم المشهود, "وأنا أكرم ولد آدم على ربي" ودخل آدم بالأولى؛ لأن في ولده من هو أكرم منه كإبراهيم وموسى, "ولا فخر" لا عظمة ولا مباهاة, "ويطوف عليَّ ألف خادم كأنهم" في الحسن واللطافة "اللؤلؤ المكنون" المصون في الصدف؛ لأنه فيها أحسن منه في غيرها.
وفي رواية الدارمي: "كأنهم بيض مكنون أو لؤلؤ منثور" رواه الترمذي والبيهقي واللفظ له, ورواه الدارمي بنحوه, وقدَّم المصنف لفظه, قال الترمذي: حديث غريب, وهذه الألف من جملة ما أعد له، فقد روى ابن أبي الدنيا عن أنس، رفعه: "إن أسفل أهل الجنة أجمعين درجة من يقوم على رأسه عشرة آلاف خادم".
وعنده أيضًا عن أبي هريرة قال: "إن أدنى أهل الجنة منزلةً وليس فيهم دنيء لمن يغدو ويروح عليه خمسة عشر ألف خادم, ليس منهم خادم إلّا معه طرفة ليست مع صاحبه".
"وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "نحن الآخرون" زمانًا "الأولون" أي: السابقون "يوم القيامة" في كل شيء, "ونحن أوّل من يدخل الجنة" قبل الأمم "رواه مسلم، وعنه أيضًا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "نحن الآخرون الأوّلون يوم القيامة، نحن أوّل الناس دخولًا الجنة" هذا مثل ما قبله, غايته أنه عبَّر بالناس بدل من "فهذه الأمة أسبق الأمم خروجًا من الأرض وأسبقهم إلى أعلى مكان في الموقف"؛ لأنهم يكونون على تل يومئذ كما مَرَّ في الخصائص، وفي لفظ: على كوم عالٍ وهما بمعنى، ويحتمل أن يؤخذ من قول هنا الأولون بمعنى السابقين؛ لأن العلوَّ سبق أيضًا "وأسبقهم إلى ظلّ العرش, وأسبقهم إلى فصل القضاء, وأسبقهم إلى الجواز على الصراط, وأسبقهم إلى دخول الجنة" ولمسلم من حديث حذيفة: "نحن