كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 12)

نهي مخصوص، وهذا لم يثبت فيه ذلك، ثم احتجَّ بحديث عائشة هذا، ثم قال: فلعلّهم أرادوا بالكراهة خلاف الأولى، فإنه لا شك أن اشتغاله بالذكر أَوْلَى. انتهى.
قال في فتح الباري: ولعلهم أخذوه بالمعنى من كون كثرة الشكوى تدل على ضعف اليقين وتشعر بالتسخّط للقضاء، وتورّث شماتة الأعداء، وأما إخبار المريض صديقه أو طبيبه عن حاله فلا بأس اتفاقًا، فليس ذكر الوجع شكاية. فكم من ساكت وهو ساخط، وكم من شاكٍ وهو راض، فالمعوّل في ذلك على عمل القلب لا على نطق اللسان.
وقد تبيّن -كما نبَّه عليه في اللطائف- أن أوَّل مرضه -عليه الصلاة والسلام- كان صداع الرأس، والظاهر أنه كان مع حمى، فإن الحمَّى اشتدت به في مرضه، فكان يجلس في مخضب ويصب عليه الماء من سبع قرب لم تحلل أوكيتهن، يتبرَّد بذلك.
وفي البخاري قالت: لما دخل بيتي واشتدَّ وجعه قال: "أهريقوا علي من
__________
نهي مقصود" له بعينة ولم يصلح للتحريم, "وهذا لم يثبت فيه ذلك، ثم احتج بحديث عائشة هذا" فإن قوله -صلى الله عليه وسلم: "بل أنا وا رأساه" دليل على الجواز, "ثم قال النووي: فلعلهم أرادوا بالكراهة خلاف الأولى, فإنه لا شك أن اشتغاله" أي: المريض "بالذكر أَوْلَى. انتهى".
وأما حديث المريض: أنينه تسبيح, فليس بثابت كما نقله السخاوي عن شيخه الحافظ, "قال في فتح الباري: ولعلهم أخذوه" أي: قولهم بالكراهة "بالمعنى من كون كثرة الشكوى تدل على ضعف اليقين وتشعر بالتسخّط" أي: إظهار التألُّم وعدم الصبر "للقضاء" الذي أصابه مما يكرهه "وتورّث شماتة الأعداء" فرحهم.
وأما إخبار المريض صديقه أو طبيبه" الذي يداويه "عن حاله فلا بأس به" أي: يجوز "اتفاقًا، فليس ذكر الوجع شكاية، فكم من ساكت وهو ساخط" بقلبه, "وكم من شاكٍ" بلسانه "وهو راضٍ" بقلبه, "فالمعوّل في ذلك على عمل القلب لا على نطق اللسان"؛ لأن القلب إذا صلح صلح الجسد كله.
"وقد تبيّن كما نبَّه عليه في اللطائف أنَّ أوَّل مرضه -عليه الصلاة والسلام- كان صداع الأس، والظاهر أنه كان مع حمَّى، فإن الحمَّى اشتدت به في مرضه، فكان يجلس في مخضب" بكسر الميم وإسكان الخاء وفتح الضاد المعجمتين- الإجانة "ويصبّ عليه الماء من سبع قرب لم تحلل أوكيتهن يتبرَّد بذلك" من الحمَّى.
وفي البخاري قالت عائشة: لما دخل بيتي واشتدَّ وجعه قال: "أهريقوا" أي: صبوا

الصفحة 89