كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 12)

سبع قرب لم تحلل أوكيتهن، لعلي أعهد إلى الناس" فأجلسناه في مخضب لحفصة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم, ثم طففنا نَصُبّ عليه من تلك القرب، حتى طفق يشير إلينا بيده أن قد فعلتن. الحديث.
وقد قيل في الحكمة في هذا العدد: إن له خاصية في دفع ضرر السمّ والسحر، وسيأتي إن شاء الله تعالى أنه -عليه الصلاة والسلام- قال: "هذا أوان انقطاع أبهري" أي: من ذلك السمّ. وتمسَّك بعض من أنكر نجاسة سؤر الكلب به، وزعم أن الأمر بالغسل منه سبعًا إنما هو لدفع السمية التي في ريقه.
وكانت عليه -صلوات الله وسلامه عليه- قطيفة، فكانت الحمَّى تصيب من يضع يده عليه من فوقها فقيل له في ذلك, فقال: "إنا كذلك يشدد علينا البلاء ويضاعف
__________
علي من سبع قرب لم تحلل" بضم الفوقية وسكون المهملة وفتح اللام خفيفة "أوكيتهن" جمع وكاء وهو رباط القربة, "لعلي أعهد إلى الناس" أي: أوصي, "فأجلسناه في مخضب" بكسرالميم بزنة منبر, إناء يغتسل فيه "لحفصة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم, ثم طفقنا" شرعنا "نصُبّ عليه من تلك القرب" السبع, "حتى طفق يشير إلينا بيده أن قد فعلتنّ" أي: كفّوا عن الصب "الحديث" تتمته هنا في البخاري، قالت: ثم خرج إلى الناس فصلَّى لهم وخطبهم.
وفي حديث ابن عباس أنه -صلى الله عليه وسلم- خطب في مرضه.... الحديث, وفيه آنه آخر مجلس جلسه، ولمسلم عن جندب: إن ذلك كان قبل موته بخمس. قال الحاظ: فعليه يكون يوم الخميس، ولعلّه كان بعد اختلافهم عنده, وقوله لهم: "قوموا" فلعله وجد بعد ذاك خفة فخرج, "وقد قيل في الحكمة في هذا العدد" أي: قوله: "من سبع قرب" "أنَّ له" أي: العدد "خاصية في دفع ضرر السم والسحر، وسيأتي إن شاء الله تعالى" قريبًا "أنه -عليه الصلاة والسلام- قال: "هذا أوان" بالفتح ظرفًا "انقطاع أبهري" بفتح فسكون "من ذلك السم" الذي أكله بخيبر, "وتمسك به بعض في أنكر نجاسة سؤر الكلب، وزعم أن الأمر بالغسل منه سبعًا إنما هو لدفع السمية التي في ريقه".
زاد الحافظ: وقد ثبت حديث: "من تصبَّح بسبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر" , وللنسائي في قراءة الفاتحة على المصاب سبع مرات وسنده صحيح، ولمسلم: القول لمن به وجع أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحذر سبع مرات، وفي النسائي: من قال عند مريض لم يحضر أجله أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك سبع مرات, "وكانت عليه -صلوات الله وسلامه عليه- قطيفة" كساء له خمل "فكانت الحمَّى تصيب من يضع يده عليه" أي: المصطفى "من فوقها" أي: القطيفة لشدة حرارة الحمَّى "فقيل له في ذلك، فقال: "إنا"

الصفحة 90