كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 12)

والوَعْك -بفتح الواو وسكون العين المهملة، وقد تفتح- الحمى، وقيل: ألم الحمى، وقيل: إرعادها الموعك وتحريكها إياه. وعن الأصمعي: الوعك الحر، فإن كان محفوظًا فلعلَّ الحمى سميت وعكًا لحرارتها.
قال أبو هريرة: ما من وجع يصيبني أحبَّ إليَّ من الحمَّى، إنها تدخل في كل مفصل من ابن آدم، وإن الله يعطي كل مفصل قسطًا من الأجر.
وأخرج النسائي وصححه الحاكم، من حديث فاطمة بنت اليمان -أخت حذيفة- قالت: أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- في نساء نعوده: فإذا سقاء يقطر عليه من شدة الحمَّى، "فقال: "إن أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم".
__________
من المشبه به، فوجه الشبه الإزالة الكلية سريعًا لا الكمال والنقصان؛ لأن إزالة ذنوب الإنسان سبب كماله، وإزالة الأوراق عن الشجر سبب نقصانها.
"رواه البخاري" في مواضع عديدة من الطب، وكذا رواه مسلم في الطب "والوعك بفتح الواووسكون العين المهملة وقد تفتح - الحمى" نفسها "وقيل: ألم الحمَّى، وقيل: إرعادها الموعوك وتحريكها إياه".
وعن الأصمعي" بفتح الميم- عبد الملك بن قريب "الوعك الحرّ، فإن كان محفوظًا" عند أهل اللغة فلعل الحمَّى سميت وعكًا لحرارتها, "قال أبو هريرة: ما من وجع" أي: مرض يصيبني "أحبَّ إليَّ من الحمَّى، إنها تدخل في كل مفصل" بزنة مسجد, أحد مفاصل الإنسان "من ابن آدم، وإن الله يعطي كل مفصل قسطًا" نصيبًا "من الأجر".
"وأخرج النسائي وصحَّحه الحاكم من حديث فاطمة بنت اليمان أخت حذيفة" العبسية، ويقال اسمها خولة، روى عنها ابن أخيها أبو عبيد بن حذيفة، أنها "قالت: أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- في نساء نعوده، فإذا سقاء -بكسر السين- معلق "يقطر" ماؤه عليه من شدة ما يجد من حر "الحمَّى, فقال: "إن أشد" هكذا الرواية في النسائي وغيره أشد "الناس" بدون من قبلها, فما في نسخ: إن من لا يصح ولا من جهة المعنى؛ لأن الأنبياء أشدّ على الإطلاق، وفي تاريخ البخاري مرفوعًا: "أشد الناس بلاء في الدنيا نبي أو صفي"، والذي في الإصابة: والزيادات معز، وللنسائي وغيره وبلفظ: "إن أشد الناس بلاء" في الدنيا "الأنبياء ثم الذين يلونهم" الأصفياء والصالحون "ثم الذين يلونهم" وهذا يفسره رواية الطبراني في الكبير عن فاطمة بنت اليمان نفسها مرفوعًا بلفظ: "أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل".
قال القرطبي: أحب الله تعالى أن يبتلى أصفياءه تكميلًا لفضائلهم ورفعة لدرجاتهم عنده

الصفحة 92