كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 12)

والأكلة -بالضم: اللقمة التي أكل من الشاة. وبعض الرواة يفتح الألف، وهو خطأ؛ لأنه -عليه الصلاة والسلام- لم يأكل منها إلا لقمة واحدة، قاله ابن الأثير.
ومعنى الحديث: إنه نقض عليه سم الشاة التي أهدتها له اليهودية، فكان ذلك يثور عليه أحيانًا.
والأبهر: عرق مستبطن بالصلب يتَّصل بالقلب، إذا انقطع مات صاحبه.
وقد كان ابن مسعود وغيره يرون أنه -صلى الله عليه وسلم- مات شهيدًا من السم.
وعند البخاري أيضًا قالت: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا اشتكى نفث على نفسه بالمعوذات ومسح بيديه، فلمَّا اشتكى وجعه الذي توفي فيه، طفقت أنفث عليه بالمعوذات التي كان ينفث وأمسح بيد النبي -صلى الله عليه وسلم- عنه.
__________
خيبر تُعادّني" بضم الفوقية وشد الدال المهملة، قاله في النهاية، أي: تراجعني ويعاودني ألم سمها في أوقات معلومة, يقال به عداد من ألم، أي: يعاوده في أوقات معلومة. انتهى. فنسخ تعاودني بزيادة واو قبل الدال تحريف, وعند ابن سعد: "ما زلت أجد من الأكلة التي أكلتها بخيبر عدادًا حتى كان هذا أوان انقطاع أبهري" وتوفي شهيدًا. انتهى.
"والأكلة -بالضم" للهمزة "اللقمة التي أكل من الشاة, وبعض الرواة يفتح الألف وهو خطأ؛ لأنه -عليه الصلاة والسلام- لم يأكل منها إلا لقمة واحدة, قاله ابن الأثير" في النهاية, ومعنى الحديث أنه نقض عليه سم الشاة التي أهدتها له اليهودية، فكان ذلك يثور عليه أحيانًا", حتى ينال رتبة الشهادة, ومرَّت القصة مبسوطة في خيبر "والأبهر" بفتح الهمزة والهاء بينهما موحدة ساكنة "عرق مستبطن بالصلب متصل بالقلب إذا انقطع مات صاحبه".
هكذا نقله في الفتح عن أهل اللغة، ثم قال: وقال الخطابي: يقال: إن القلب متصل, "وقد كان ابن مسعود وغيره يرون أنه -صلى الله عليه وسلم- مات شهيدًا من السم" الذي تناوله بخيبر، ومن المعجزة أنه لم يؤثّر فيه في وقته؛ لأنهم قالوا: إن كان نبيًّا لم يضره, وإن كان ملكًا استرحنا منه، فلمَّا لم يؤثر فيه تيقنوا نبوته حتى قيل: إن اليهودية أسلمت, ثم نقض عليه بعد ثلاث سنين لإكرامه بالشهادة.
"وعند البخاري أيضًا قالت" عائشة: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا اشتكى" أي: مرض "نفث" بمثلثة، أي: تفل بغير ريق أو مع ريق خفيف "على نفسه بالمعوذات" بكسر الواو المشددة, ومسح أي: يقرأ ماسحًا "بيديه" عند قراءتها؛ لتصل بركة القرآن إلى بشرته المقدَّسة, "فلما اشتكى" مرض "وجعه", مرضه الذي توفي فيه طفقت" أي: أخذت حال كوني "أنفث عليه بالمعوذات التي كان ينفث" بكسر الفاء "وأمسح بيد النبي -صلى الله عليه وسلم- عنه" بركتها، وهذا

الصفحة 94