كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 12)
وفي رواية مالك: وأمسح بيده رجاء بركتها.
ولمسلم: فلما مرض مرضه الذي مات فيه, جعلت أنفث عليه وأمسح بيد نفسه؛ لأنها كانت أعظم بركة من يدي.
وأطلقت على السور الثلاث: المعوّذات تغليبًا.
وفي البخاري عن عائشة: دخل عبد الرحمن بن أبي بكر على النبي -صلى الله عليه وسلم- وأنا مسندته إلى صدري، ومع عبد الرحمن سواك رطب يستنّ به، فأبده رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بصره، فأخذت السواك فقضمته ونقضته وطيبته، ثم دفعته إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فاستنَّ به، فما رأيته استنَّ استنانًا قط أحسن منه. الحديث.
__________
رواه البخاري في الوفاة من طريق يونس عن الزهري عن عروة عن عائشة.
"وفي رواية مالك" عن ابن شهاب بهذا الإسناد عند البخاري في فضائل القرآن: "وأمسح بيده -صلى الله عليه وسلم "رجاء بركتها", وفي رواية معمر عن ابن شهاب، بسنده عند البخاري في الطب: أمسح بعد نفسه, "ولمسلم" من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: فلما مرض مرضه الذي مات فيه جعلت أنفث عليه وأمسح بيد نفسه؛ لأنها كانت أعظم بركة من يدي".
وعند البخاري عن ابن أبي مليكة عن عائشة: فذهبت أعوّذه, فرفع رأسه إلى السماء وقال: "في الرفيق الأعلى" , وللطبراني من حديث أبي موسى، فأفاق وهي تمسح صدره وتدعو بالشفاء، فقال: "لا ولكن أسال الله الرفيق الأعلى" , "وأطلقت على السور الثلاث" الإخلاص والتاليتين لها "المعوذات تغليبًا" كما قال الحافظ: إنه المعتمد, وعبارته: المراد بالمعوذات: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} , {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} ، وجمع باعتار أن أقل الجمع اثنان, أو باعتبار أن المراد الكلمات التي يقع بها التعويذ من السورتين, ويحتمل أن المراد هاتان السورتان مع سورة الإخلاص, وأطلقت ذلك تغليبًا وهذا هو المعتمد.
"وفي البخاري عن عائشة: دخل عبد الرحمن بن أبي بكر على النبي -صلى الله عليه وسلم, وأنا مسندته إلى صدري, ومع عبد الرحمن سواك رطب" من جريد "يستنّ" بشدّ النون- يستاك به, قال الخطابي: أصله من السنّ، أي: بالفتح- ومنه السن الذي يسن عليه الحديد, فأبده رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بصره، فأخذت السواك" من عبد الرحمن "فقضمته ونقضته" بالفاء والضاد المعجمة "وطيبته، ثم دفعته إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فاستنَّ" استاك "به، فما رأيته استنَّ استنانًا قط أحسن منه.... الحديث" تمامه: فما عدا أن فرغ -صلى الله عليه وسلم- رفع يده أو إصبعه, ثم قال: "في الرفيق الأعلى" ثلاثًا، ثم قضى, وكانت تقول: مات بين حاقنتي وذاقنتي.