كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 12)

كان مستنًا، ثم ناولنيها, فسقطت يده أو سقطت من يده، فجمع الله بين ريقي وريقه في آخر يوم من الدنيا، أوّل يوم من الآخرة.
وفي حديث خرَّجه العقيلي: أنه -صلى الله عليه وسلم- قال لها في مرضه: "ائتيني بسواك رطب فامضيغه, ثم ائتيني به أمضغه؛ لكي يختلط ريقي بريقك"؛ لكي يهوّن علي عند الموت.
قال الحسن: لما كرهت الأنبياء الموت هوّن الله عليهم ذلك بلقاء الله، وبكل ما أحبوا من تحفة أو كرامة، حتى إن نفس أحدهم لتنزع من بين جنبيه وهو محب لذلك، لما قد مثل له.
وفي المسند عن عائشة أيضًا: أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إنه ليهوَّن عليَّ الموت؛ لأني رأيت بياض كف عائشة في الجنة". وخرَّجه ابن سعيد وغيره مرسلًا: أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: "لقد رأيتها في الجنة، حتى ليهوّن عليَّ بذلك موتى, كأني أرى كفيها"، يعني عائشة.
فقد كان -صلى الله عليه وسلم- يحب عائشة حبًّا شديدًا، حتى لا يكاد يصبر عنها، فمثلت
__________
"ودفعتها إليه، فاستنَّ بها كأحسن ما كان مستنًا، ثم ناولنيها فسقطت يده أو سقطت" الجريدة "من يده" شك الراوي: "فجمع الله بين ريقي وريقه في آخر يوم" من أيامه -صلى الله عليه وسلم "من الدنيا وأول يوم" من أيامه من الآخرة" عليه الصلاة والسلام.
"وفي حديث خرجه العقيلي" بضم العين- أنَّه -صلى الله عليه وسلم- قال لها في مرضه: "ائتيني بسواك رطب فامضغيه، ثم ائتيني به أمضغه؛ لكي يختلط ريقي بريقك لكي يهوّن" الأمر "عليّ عند الموت".
وعند ابن عساكر: "ما أبالي بالموت مذ علمت أنك زوجتي في الجنة" , "قال الحسن" البصري: "لما كرهت الأنبياء الموت" باعتبار الطبع البشريّ, "هوَّن الله عليهم ذلك بلقاء الله, وبكل ما أحبوا من تحفة" وزان رطبة, ما اتحفت به غيرك.
وحكى الصغاني: سكون الحاء أيضًا, "أو كرامة, حتى إن نفس أحدهم لتنزع من بين جنبيه وهو محب لذلك لما قد مثل له، وفي المسند" للإمام أحمد "عن عائشة أيضًا: أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إنه ليهوّن" بسكون الواو- يسهل "عليّ الموت" أي: تطيب نفسي به وإن وجدت فيه شدة ومشقة؛ "لأبي رأيت بياض كف عائشة في الجنة" وخرجه ابن سعد وغيره مرسلًا" بدون ذكر عائشة أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: "لقد رأيتها في الجنة حتى ليهوَّن عليَّ بذلك موتى كأني أرى كفيها"، يعني عائشة، فقد كان -عليه الصلاة والسلام- يحب عائشة حبًّا شديدًا.

الصفحة 97