كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 12)

من ذنبه وما تأخَّر، فكيف حال من لقي الله عنده دماء المسلمين وأموالهم المحرّمة، وما ظنه بربه تعالى.
وفي البخاري من طريق عروة, عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: دعا النبي -صلى الله عليه وسلم- فاطمة في شكواه الذي قبض فيه، فسارَّها بشيء فبكت، ثم دعاها فسارَّها فضحكت، فسألناها عن ذلك فقالت: سارَّني النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه يقبض في وجعه الذي توفي فيه فبكيت، ثم سارَّني فأخبرني أني أول أهله يتبعه فضحكت.
وفي رواية مسروق عن عائشة: أقبلت فاطمة تمشي كأنَّ مشيتها مشية النبي -صلى الله عليه وسلم، فقال: "مرحبا يا بنتي" ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثم سارَّها.
ولأبي داود والترمذي والنسائي وابن حبان والحاكم من طريق عائشة بنت
__________
مع أنه إنما اكتسبها من أحلّ الحلال, "فكيف حال من لقي الله وعنده دماء المسلمين وأموالهم المحرمة, وما ظنه بربه تعالى" إن لم يتجاوز عنه ويرض عنه خصماؤه.
"وفي البخاري" ومسلم والنسائي "من طريق عروة عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "دعا النبي -صلى الله عليه وسلم- فاطمة" بنته -رضي الله عنها "في شكواه" مرضه الذي قُبِضَ فيه" بالتذكير على معنى شكوى للكشميهني، فيها بالتأيث على لفظها, "فسارَّها بشيء فبكت، ثم دعاها فسارَّها بشيء فضحكت" سقطت بشيء، الثانية لبعض رواة البخاري, "فسألناها عن" سبب "ذلك" البكاء والضحك "فقالت:" بعد وفاته "سارَّني النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه يقبض في وجعه الذي توفي فيه فبكيت" حزنًا عليه, "ثم سارّني فأخبرني أني أوّل أهله" ولبعض الرواة: أول أهل بيته "يتبعه" بسكون الفوقية "فضحكت" فرحًا بقرب الاجتماع به.
"وفي رواية" الصحيحين والنسائي عن "مسروق" بن الأجدع "عن عائشة" قالت: "أقبلت فاطمة تمشي كأنّ مشيتها" بكسر الميم "مشية النبي -صلى الله عليه وسلم, فقال لها: "مرحبًا يا بنتي" بموحدة فألف وصل فموحدة ساكنة، ويوجد في بعض أصول البخاري: "يا بنتي" بياء النداء بعدها ألف، وصوّب الأوّل, "ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله" شكّ الراوي, "ثم سارَّها" لفظه: ثم أسرَّ إليها حديثًا فبكت، فقلت لها: لم تبكين؟ ثم أسرَّ إليها حديثًا فضحكت؟ فقلت: ما رأيتك كاليوم فرحًا أقرب من حزن، فسألتها عمَّا قال: فقالت: ما كنت لأفشي سِرَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى قبض، فسألتها فقالت: "أسرَّ إليَّ أن جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة مرَّة وأنه عارضني الآن مرتين, ولا أراه إلّا حضر أجلي, وأنَّك أول أهلي لحاقًا بي" فبكيت، فقال: "أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة أو نساء المؤمنين" فضحكت لذلك.
ولأبي داود والترمذي والنسائي وابن حبان والحاكم من طريق عائشة بنت طلحة" بن

الصفحة 99