كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (اسم الجزء: 12)

الشُّعراء نصف بيت قلناه جميعا، وهو قولنا: يا [1] بديع الحسن، فقلنا: ليس لنا إلا جعيفران الموسوس فجئناه فقال: ما تبغون؟ قَالَ خالد: جئناك في حاجة. قَالَ: لا تؤذوني فإني جائع. فبعثنا فاشترينا له خبزا ومالحا، وبطيخا ورطبا، فأكل وشبع، ثم قَالَ لنا: هاتوا حاجتكم. قُلْنَا له: قد اختلفنا في بيت وهو:
يا بديع الحسن حاشى ... لك من هجر بديع
قَالَ: نعم.
وبحسن الوجه عوذ ... تك من سوء الصنيع
قَالَ له دعبل: فزدني أنا بيتا آخر، فقال: نعم:
ومن النخوة يستعفيك ... لي ذل الخضوع
فقمنا وقلنا: نستودعك الله. فقال: انتظروا حتى أزودكم، لي بيتا آخر:
لا يعب بعضك بعضا ... كن جميلا في الجميع [2]
1509- الحسين بن علي بن يزيد، أبو علي الكرابيسي [3] :
سمع من الشافعي، ويزيد بن هارون وجماعة. وصنف في الفروع والأصول، إلا أنه تكلم في اللفظ، وَقَالَ: لفظي بالقرآن مخلوق. فتكلم فيه أَحْمَد ونهى عن كلامه، وَقَالَ: هذا مبتدع فحذره. وأخذ هو يتكلم في أَحْمَد فقوي إعراض الناس عنه.
وقيل ليحيى بن معين: أن حسينا يتكلم في أَحْمَد. فقال: ومن حسين، إنما يتكلم في الناس أشكالهم [4] .
توفي حسين في هذه السنة.
1510- الحسين بن علي بن يزيد بن سليم الصدائي [5] :
__________
[1] سقطت أداة النداء من الأصل وأضفناها من تاريخ بغداد.
[2] تاريخ بغداد 7/ 163، 164.
[3] تاريخ بغداد 8/ 64- 67.
[4] في الأصل: «إنما يتكلم الناس في أشكالهم» . وانظر قول ابن معين في تاريخ بغداد 8/ 64، 65.
[5] تاريخ بغداد 8/ 67، 68.

الصفحة 14