كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (اسم الجزء: 12)
ثم دخلت سنة تسع وأربعين ومائتين
فمن الحوادث فيها:
أن الجند والشاكرية ببغداد شغبوا في أول يوم من صفر، وكان سبب ذلك استفظاعهم أفعال الأتراك من قبل المتوكل، واستيلاءهم على أمور المسلمين، واستخلافهم من أحبوا من غير نظر في ذلك للمسلمين. فاجتمعت إليه [1] العامة ببغداد بالصراخ، ونادوا النفير، وانضمت إليهم [2] الأبناء والشاكرية، تظهر أنها [3] تطلب لأرزاق، ففتحوا سجن [نصر] [4] بن مالك، وأخرجوا من فِيهِ، وقطعوا أحد الجسرين، وضربوا الآخر بالنار، وانحدرت سفنه، وانتهب ديوان قصص [المحبسين] [5] وقطعت الدفاتر، وألقيت في الماء، وانتهبوا دار بشر وإبراهيم ابني هارون النصرانيين، وذلك كله بالجانب الشرقي من بغداد، وكان والي الجانب الشرقي أَحْمَد بن مُحَمَّد بن حاتم بن هرثمة، ثم أخرج أهل اليسار من أهل [6] بغداد وسامراء أموالا كثيرة فقووا بها من خف للنهوض للثغور [7] لحرب الروم، وأقبلت العامة من
__________
[1] «إليه» ساقطة من ت، وكذلك من الطبري.
[2] في الأصل: «إليه» .
[3] في ت: «والشاكرية ببغداد وكأنها تطلب» .
[4] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[5] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[6] «اليسار من أهل» ساقط من ت.
[7] في الأصل: «لنهوض الثغور» .
الصفحة 20
428