كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (اسم الجزء: 12)

من العافية- فخالفت لشؤمي، واقتراب أجلي، فشاورت صديقا يُقَالُ له جعفر- وهو مشتق من الجوع [1] والفرار- فقال لي: إذا عبرت القنطرة فخذ يسرة- وهو مشتق من اليسر [2]- وسل عن سكة العباس- وهو مشتق من العبوس- وأسكن في دار أبي قليب- وهو مشتق من الانقلاب- وقد انقلبت بي الدنيا كما ترى! وأعظم ما على يجتمع في هذه السدرة في داري [في] كل يوم عصافير، فيصيحون في وجهي سيق سيق، فأنا في السياق فعاودته من الغد، فإذا هو قد مات [3] .
توفي ابن الرومي في هذه السنة وقيل: في سنة أربع وثمانين.
1903- العباس بن مُحَمَّد بن عَبْد اللَّهِ بن زياد بن عبد الرَّحْمَن [4] بن شبيب/، أبو الفضل البزاز، ويعرف: بدبيس [5] .
مروزي الأصل، سمع سريج بن النعمان، وعفان [6] بن مسلم، وسليمان بن حرب. روى عنه: أبو عمرو بن السماك، وكان ثقة يشهد [7] عند الحكام.
[أخبرنا القزاز، أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت، أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال:] [8] قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قَالَ: العباس بن مُحَمَّد [أبو الفضل] [9] المعروف بدبيس أحد الشهود من الجانب الغربي، وكان الغم قد غلب [10] على قلبه لحوادث لحقته، فركب ذات يوم فأخذ به الحمار إلى طريق خارج السور، فسقط فثبتت اليسرى من رجليه في الركاب، فإلى أن لحق مشى به الحمار
__________
[1] في الأصل: «الجزع» .
[2] في الأصل: «العسر» .
[3] تاريخ بغداد 12/ 25، 26.
[4] في ك: «عبد الملك» .
[5] تاريخ بغداد 12/ 148.
[6] في الأصل: «جفان» .
[7] في المطبوعة: «مقبولا» مضافة من تاريخ بغداد.
[8] في الأصل: «فروى ابن المنادي» وحذف باقي السند.
[9] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، ك.
[10] في الأصل: «الجانب الشرقي، وكان الغم قد عاد ... » .

الصفحة 368