كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (اسم الجزء: 12)

وقَالُوا: تخلعهما وتبايع لابنك [هذا عبد الوهاب] [1] فاحضرهما وجعلا [2] في دار [3] ، فقال المعتز للمؤيد: يا أخي، لم ترى [4] أحضرنا، فقال المؤيد: يا شقي، للخلع، قَالَ: ما أظنه يفعل. فجاءتهم الرسل بالخلع، فقال المؤيد: السمع والطاعة، فقال المعتز: ما كنت لأفعل، فإن أردتم قتلي فشأنكم. فرجعوا ثم عادوا بغلظة شديدة، فأخذوا المعتز بعنف وأدخلوه إلى بيت وأغلقوا عَلَيْهِ الباب. فقال له المؤيد: يا جاهل تراهم قد نالوا من أبيك ما نالوا ثم [5] تمتنع عليهم! اخلع ويلك ولا تراجعهم، فقال:
أفعل، فقال لهم المؤيد: قد أجاب.
فكتبا خطوطهما بالخلع، وأنهما [6] عجزة عن الخلافة: وقد خلعناها من أعناقنا.
ثم دخلا [7] عَلَيْهِ، فقال: أترياني [8] خلعتكما طمعا في أن أعيش حتى يكبر ولدي وأبايع له! والله ما طمعت فِي ذلك، ولأن [9] يليها بنو أبي أحب إلي من أن يليها بنو عمي، ولكن هؤلاء- وأومأ [10] إلى الموالي- ألحوا علي في خلعكما، فخفت إن لم أفعل أن يعترضكما بعضهم بحديدة، فيأتي عليكما، فلو قتلته ما كان دمه يفي [11] دماءكما. فقبلا يده ثم انصرفا. وكان خلعهما في يوم السبت لسبع بقين من صفر [هذه السنة] [12] [13] .
__________
[1] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[2] في الأصل: «فحصلا» . وما أثبتناه من ت، والطبري.
[3] في الأصل: «في داره» وما أثبتناه من ت، والطبري.
[4] في الأصل: «يا أخي لما ترى» .
وفي ت: «لماذا يا أخي أحضرنا» . وما أثبتناه من الطبري 9/ 244
[5] «ثم» ساقطة من ت.
[6] في ت: «وأنا» .
[7] في ت: «وأدخلا عليه» .
[8] في ت: «أتراني» .
[9] في الأصل: «لئن» .
[10] في ت: «وأشار» .
[11] في ت: «يوفى» .
[12] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[13] تاريخ الطبري 9/ 244- 246. والكامل لابن الأثير (أحداث سنة 248) 6/ 146- 148. والبداية والنهاية 10/ 353.

الصفحة 4