كتاب تاريخ بغداد وذيوله ط العلمية (اسم الجزء: 12)

جديلة بْن أسد بْن ربيعة بْن نزار بْن معد بْن عدنان. كان أَبُو دلف شاعرا أديبا، وسمحا جوادا، وبطلا شجاعا، وورد بغداد دفعات عدة وبها مات.
أَخْبَرَنَا أَبُو طاهر حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر الدّقّاق، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الحسن بْن الفضل الهاشمي، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن الْقَاسِم الأنباري، حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن الحسن الكاتب، حدثني عيسى بْن عبد العزيز بْن سهل الحارثي- من بني الحارث بْن كعب- قَالَ: خرجت رفقة إلى مكة فيها القاسم بْن عيسى، فلما تجاوزت الكوفة حضرت الأعراب وكثرت تريد اغتيال الرفقة، فتسرع قوم إليهم فزجرهم أَبُو دلف وقال: ما لكم ولهذا؟ ثم انفصل بأصحابه فعبى عسكره ميمنة وميسرة وقلبا. فلما سمع الأعراب أن أبا دلف حاضر انهزموا من غير حرب، ثم مضى بالناس حتى حج، فلما رجعوا أخبرت القافلة بأن الأعراب قد احتشدوا احتشادا عظيما وهم قاصدون القافلة، وكان في القافلة رجل أديب شاعر في ناحية طاهر بْن الحسين وآله فكتب إلى أبي دلف بهذا الشعر:
جرت بدموعها العين الذروف ... وظل من البكاء لها حليف
بلاد تنوفة ومحل قفر ... وبعد أحبة ونوى قذوف
نبادر أول القطرات نرجو ... بذلك أن تخطانا الحتوف
أبا دلف وأنت عميد بكر ... وحيث العز والشرف المنيف
تلاف عصابة هلكت فما إن ... بها- إلا تداركها- خفوف
كفعلك في البدى وقد تداعت ... من الأعراب مقبلة زحوف
فلما أن رأوك لهم حليفا ... وخيلك حولهم عصبا عكوف
ثنوا عنقا وقد سخنت عيون ... لما لاقوا وقد رغمت أنوف
فلما قرأ أَبُو دلف الأبيات أجاب عنها بغير إطالة فكر ولا روية فقال:
رجال لا تهولهم المنايا ... ولا يشجيهم الأمر المخوف
وطعن بالقنا الخطي حتى ... تحل بمن أخافكم الحتوف
ونصر اللَّه عصمتنا جميعا ... وبالرحمن ينتصر اللهيف
__________
- 8/401، 10/382، ومعجم البلدان: 4/446، والكامل لابن الأثير: 6/413، 516، ووفيات الأعيان: 4/73 وسير أعلام النبلاء: 10/563، والعبر: 1/394، وتذهيب التهذيب:
3/الورقة 149، وتاريخ الإسلام: الورقة 214 (أيا صوفيا 3007) ، ونهاية السول، الورقة 300، وتهذيب التهذيب: 8/327- 328، والتقريب: 2/118، وخلاصة الخزرجي:
2/الترجمة 5792، وشذرات الذهب: 2/57.

الصفحة 413