كتاب تاريخ بغداد وذيوله ط العلمية (اسم الجزء: 12)

أخبرنا الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن عمران بن موسى، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عيسى المكي قَالَ: أنشدني مُحَمَّد بْن القاسم بْن خلاد لابن النطاح في أبي دلف:
وإذا بدا لك قاسم يوم الوغى ... يختال خلت أمامه قنديلا
وإذا تلذذ بالعمود ولينه ... خلت العمود بكفه منديلا
وإذا تناول صخرة ليرضها ... عادت كثيبا في يديه مهيلا
قالوا وينظم فارسين بطعنة ... يوم اللقاء ولا يراه جليلا
لا تعجبوا لو كان مد قناته ... ميلا إذا نظم الفوارس ميلا
حَدَّثَنِي الأزهري قال: في كتابي عن سهل بن الديباجي حدّثنا أحمد بن أحمد بْن الفضل الأهوازي قَالَ: أنشد بكر بْن النطاح أبا دلف:
مثال أبي دلف أمة ... وخلق أبي دلف عسكر
وإن المنايا إلى الدار ع ... ين بعين أبي دلف تنظر
فأمر له بعشرة آلاف درهم، فمضى فاشترى بها بستانا بنهر الأبلة ثم عاد من قابل فأنشده:
بك ابتعت في نهر الأبلة جنة ... عليها قصير بالرخام مشيد
إلى لزقها أخت لها يعرضونها ... وعندك مال للهبات عتيد
فقال له أَبُو دلف: بكم الأخرى؟ قَالَ: بعشرة آلاف، قَالَ: ادفعوها إليه، ثم قَالَ له: لا تجئني قابل فتقول بلزقها أخرى، فإنك تعلم أن لزق كل أخرى أخرى متصلة إلى ما لا نهاية له.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه والحسن بْن علي الجوهري- قَالَ عمر أَخْبَرَنَا وَقَالَ الحسن حَدَّثَنَا- مُحَمَّد بْن العباس الخزاز، حدّثنا محمّد بن المرزبان، حدثني الحسين بن الصّلت العجلي، حَدَّثَنِي سماعة بْن سعيد قَالَ: أتى جعيفران أبا دلف يستأذن عليه وعنده أَحْمَد بْن يوسف فقال الحاجب جعيفران الموسوس بالباب، فقال أبو دلف: ما لنا وللمجانين، فقال له أَحْمَد بْن يوسف أدخله فلما دخل قال:
يا ابن أعز الناس مفقودا ... وأكرم الأمة موجودا
لما سألت الناس عَنْ واحد ... أصبح في الأمة محمودا
قالوا جميعا إنه قاسم ... أشبه آباء له صيدا

الصفحة 414