وروي أيضًا من طريق أبي خالد -وهو مجهول- عن يحيى البكاء -وهو ضعيف (¬1) - ثم لو صح لما كانت فيه حجة؛ لأنه إنما كان يكون
¬__________
(¬1) رواه من هذا الطريق أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 304، والخطيب في "الموضح" 2/ 217 من طريق عمر بن شبة وعقبة بن مكرم البصري كلاهما عن - أبي خلف- عبد الله بن عيسى الخزاز عن يحيى البكاء أن ابن عمر قال: دفن حبشي بالمدينة فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "دفن في طينته التي خلق منها". قال الهيثمي في "المجمع" 3/ 42: فيه عبد الله بن عيسى الخزاز، وهو ضعيف.
وله شاهد من حديث أبي الدرداء، رواه الطبراني في "الأوسط" 5/ 216 (5126).
قال الهيثمي 3/ 42: فيه الأحوص بن حكيم، وثقه العجلي وغيره وضعفه الجمهور. والحديث أورده الألباني في "الصحيحة" (1858) من طرقه الثلاثة وقال: الحديث عندي حسن بمجموع طرقه.
تنبيه هام: جاء في الأصل من طريق أبي خالد، وكذا هو في "المحلى" 7/ 286: أبي خالد، ولعله خطأ أو تصحيف وقع في "المحلى"؛ فالحديث مروي -كما مر تخريجه- من طريق عبد الله بن عيسى، عن يحيى البكاء، وعبد الله بن عيسى كنيته أبو خلف، فلعلها تحرفت إلى أبي خالد لتقارب الكلمتين، أو أن ابن حزم أخطأ في نقلها أو كتابتها، وعلى كلا الأمرين فقد نقلها المصنف على الخطأ أو التحريف، فيما أظن، والله أعلم.
أما عبد الله بن عيسى فهو الخزاز، أبو خلف البصري، صاحب الحرير، قال أبو زرعة: منكر الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال ابن عدي: مضطرب الحديث، وليس ممن يحتج به. وقال الحافظ في "التقريب": ضعيف.
انظر تمام ترجمته في: "الجرح والتعديل" 5/ 127 (585)، "الكامل" لابن عدي 5/ 411 (1086)، "تهذيب الكمال" 10/ 416 (3474)، "التقريب" (3524).
وأما البكاء فهو: يحيى بن مسلم، ويقال: ابن سليم، ويقال: ابن سليمان، ويقال: ابن أبي خليد، الأزدي. قال ابن معين: ليس بذاك، وقال أبو زرعة: ليس بقوي، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال في موضوع آخر: متروك الحديث، وقال ابن سعد: كان ثقة إن شاء الله. انظر تمام ترجمته في: "طبقات ابن سعد" 7/ 245، "التاريخ الكبير" 8/ 264 (2936)، 8/ 281 (3002)، "ضعفاء النسائي" (636)، "تهذيب الكمال" 31/ 533 (6920)، "تاريخ الإسلام" 8/ 564.