كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 12)

الفضل لغيره فقط، وإلا فقد دفن فيها المنافقون ودفن معظم الأنبياء بالشام، ولا يقول مسلم إنها أفضل من مكة.
ومنها: "فتحت المدائن بالسيف والمدينة بالقرآن" من وضع ابن زبالة (¬1)، ثم لو صح فاليمن والبحرين وصنعاء والجند وغيرها لم يفتحوا (بالسيف، فتحن) (¬2) بالقرآن، وليس ذلك بموجب فضلها على
مكة.
قلت: تابعه محمد بن موسى الأنصاري وغيره (¬3)، كما بينه ابن
¬__________
(¬1) رواه البزار كما في "كشف الأستار" (1180)، وأبو يعلى في "معجم شيوخه" (173)، والعقيلي في "الضعفاء" 4/ 58، وابن عدي في "الكامل" 7/ 370 - 371، والخليلي في "الإرشاد" 1/ 169 - 170، والبيهقي في "الشعب" 2/ 145 - 146 (1407)، وابن الجوزي في "الموضوعات" 2/ 596 (1167) من طريق محمد بن الحسن بن زبالة عن مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة مرفوعًا به.
ورواه أبو يعلى كما في "المطالب العالية" 7/ 144 (1316) من نفس الطريق، لكنه عن عروة مرسلًا.
قال ابن الجوزي: قال أحمد بن حنبل: هذا منكر لم يُسمع من حديث مالك ولا هشام، إنما هذا قول مالك، لم يروه عن أحد، وقد رأيت هذا الشيخ -يعني: محمد بن الحسن- كان كذابًا.
وكذا قال الحافظ في "المطالب": تفرد به محمد بن الحسن وكان ضعيفًا جدًّا، وإنما هذا قول مالك، فجعله محمد بن الحسن مرفوعًا وأبرز له إسنادًا. وقال البيهقي: لم يثبت لضعف رواته، وقال الألباني في "الضعيفة" (1847): منكر. وانظر: "الإرشاد" 1/ 170.
(¬2) زيادة من (ج).
(¬3) محمد بن موسى هو ابن مسكين، أبو غزية القاضي المدني الفقيه، من شيوخ الزبير ابن بكار. قال البخاري عنده مناكير، وقال ابن حبان: كان يسرق الحديث، ويروي عن الثقات الموضوعات، واتهمه الدارقطني بالوضع. =

الصفحة 535