كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 12)

ومنها: "المدينة خير من مكة" كذا تصريحا رويناه من طرق، فمنها ابن زبالة صاحب هذِه الفضائح كلها، المنفرد بوضعها (¬1)، ومنها: محمد بن عبد الرحمن، وهو مجهول لا يدريه به أحد (¬2)، ومنها:
عبد الله بن نافع، وهو ضعيف بلا خلاف (¬3).
¬__________
= قال الحاكم: حديث رواته مدنيون من بيت أبي سعيد المقبري.
وقال الحافظ ابن عبد البر في "الاستذكار" ص 126 حديث موضوع منكر، لا يختلف أهل العلم في نكارته وضعفه، وأنه موضوع وينسبون وضعه إلى محمد بن الحسن بن زبالة، وحملوا عليه فيه وتركوه.
وقال الحافظ ابن كثير في "السيرة" 2/ 284: حديث غريب جدًّا. وقال شيخ الإسلام في "مجموع الفتاوى" 2/ 36: حديث موضوع كذب، لم يروه أحد من أهل العلم. وقال الذهبي في "التلخيص" 3/ 3: موضوع فقد ثبت أن أحب البلاد إلى الله مكة، وسعد ليس بثقة، وقال السخاوي في "المقاصد الحسنة" (170): أخو سعد بن سعيد هو: عبد الله وهو ضعيف جدًّا وهذا الحديث من منكراته. اهـ.
وبنحو هذا الحديث روى الحاكم أيضًا 3/ 277 - 278 في حديث طويل بإسناد آخر.
وأورده الألباني بالإسنادين في "الضعيفة" (1445) وقال: موضوع.
(¬1) لم أهتد للحديث من طريق محمد بن الحسن بن زبالة.
(¬2) رواه الطبري في "تاريخه" 1/ 160، والطبراني 4/ 288 (4450)، وابن عدي في "الكامل" 7/ 401 من طريقه عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن عمرة بنت عبد الرحمن، عن رافع بن خديج به.
قال ابن عدي: هذا عن يحيى بن سعيد بهذا الإسناد، ولم يروه غير ابن الدواد، وعامة ما يرويه غير محفوظ. وقال الذهبي في "الميزان" 5/ 69: ليس بصحيح، وقد صح في مكة خلافه، وقال الهيثمي في "المجمع" 3/ 298 - 399: فيه محمد بن عبد الرحمن، وهو مجمع على ضعفه، ومحمد بن عبد الرحمن هو ابن الردَّاد، مديني، من ولد ابن أم مكتوم، قال أبو حاتم: ليس بقوي، وقال أبو زرعة: لين، وقال الأزدي: لا يكتب حديثه.
انظر ترجمته في: "التاريخ الكبير" 1/ 160 (476)، "الجرح والتعديل" 7/ 315 (1705)، "الكامل" لابن عدي 7/ 400 (1666)، "لسان الميزان" 5/ 249.
(¬3) ورد بهامش الأصل: من خط الشيخ: وثقه النسائي وغيره، وخرج له مسلم. =

الصفحة 537